Tafsir Al-Uthaymeen: As-Sajdah

Muhammad ibn Salih al-Uthaymin d. 1421 AH
10

Tafsir Al-Uthaymeen: As-Sajdah

تفسير العثيمين: السجدة

Daabacaha

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٣٦ هـ

Goobta Daabacaadda

المملكة العربية السعودية

Noocyada

ربوبيَّة خاصَّة؛ ثم بيَّنَ الله الحكمةَ من ذلك قوله: ﴿لِتُنْذِرَ قَوْمًا ...﴾ إلخ. والحكمة من اختلافِ التَّعبيرِ بين قوله ﷾: ﴿مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ وقوله ﷾: ﴿مِنْ رَبِّكَ﴾ وهو أنَّه لما أراد أن يتبع أمْر القرآنِ من حيثُ هو قرآنٌ بيَّن أنَّه نازلٌ من ربِّ العالمين الذي يَعْتَمِدُ عليه هؤلاء العالمَونَ، فنُزِّلَ عليهم الكتابُ؛ لأنه لما كان ربَّ العالمين وجب على جميع العالمَينَ أن يَقْبَلوا هذا وأنَّه من ربِّنا؛ أمَّا في قوله تعالى: ﴿مِنْ رَبِّكَ﴾ فلأنَّه لما نُسِبَ الرَّسولُ ﵊ إلى الكَذِبِ في هذا القرآن ذَكَرَ الله تعالى ربوبيَّتَه الخاصَّة: ﴿مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ﴾ إشارةً إلى أنَّه رسولُ الله، وأمَّا المُنْذِر في القرآن فهو ربُّه الذي يعتني به ويَرُبُّه ربوبيَّةً خاصَّةً. ففي الأوَّل من حيث وَصْفُ القرآنِ بأنَّه قرآنٌ قال: ﴿تَنْزِيلُ مِنْ رَّبِّ الْعَالَمِينَ﴾ وفي الثاني قال: ﴿بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ﴾ الذي يَرُبُّكَ ربوبيَّةً خاصَّة، وأنت مربوبٌ له. قال ﷾: ﴿لِتُنْذِرَ قَوْمًا﴾ المفعولُ الثَّاني محذوفٌ تقديره (به)، ولكِنْ في المسألَةِ نَظَرٌ، إن كان مفعولًا به ففيه نظرٌ، ولكن لا شكَّ أنَّ التَّقْديرَ (به)، وأنه هو آلة الإنذارِ التي يُنْذَر به أي بِسَبَبِه، ولكن المفعول الثَّاني محذوفٌ عُرِف في غير ما ذكره المُفَسِّر ﵀: ﴿لِتُنْذِرَ﴾ به ﴿قَوْمًا﴾ العذاب، وإنما اخترت ذلك لما في قوله ﷿: ﴿فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ﴾ [فُصِّلَت: ١٣]؛ وقد بيَّن الله ﷿ في آيةٍ أخرى ما هو المنذَرُ به. قوله ﵀: [﴿مَا﴾ نافِيَة ﴿أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ﴾ بإنذارِكَ] قوله ﷾: ﴿لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ﴾ يقول المُفَسِّر ﵀: إنَّ [﴿مَا﴾ نافية] وفي سورة يس: ﴿لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ﴾ [يس: ٦] وهذا الذي قرَّرَه المُفَسِّر ﵀ أنَّ (ما) نافية - هو الصَّوابُ في إعرابها، وإن كان بعضُهُم ذكر

1 / 15