145

Tafsir al-Uthaymeen: As-Saffat

تفسير العثيمين: الصافات

Daabacaha

دار الثريا للنشر والتوزيع

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

Goobta Daabacaadda

الرياض - المملكة العربية السعودية

Noocyada

النوع الواحد إذا غرس في هذه الأرض اختلف عما إذا غرس في أرض أخرى وهو نوع واحد، هذه الشجرة التي تخرج في أصل الجحيم سوف يكون لمنبتها أثر فيها، ولهذا قال الله ﷿ ﴿فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (٦٤)﴾ ولم يقل: في الجحيم، ليبين أنها عميقة الجذور -والعياذ بالله- في النار. الفوائد: ١ - أن شجرة الزقوم خبيثة المنبت، لقوله تعالى: ﴿تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (٦٤)﴾ والخبيث المنبت يكون هو خبيثًا أيضًا؛ لأن العادة أن النبات يكون على حسب أرضه، كما يكون على حسب مائه أيضًا. ٢ - ومن فوائدها: بيان قدرة الله ﷿ حيث خلق هذه الشجرة في وسط النار، مع أن المعروف أن النار تحرق الأشجار، ولكن الله على كل شيء قدير، فها هي نار إبراهيم ﵊ تحرق الأجسام بلا شك، ولكن لما قال الله لها ﴿كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ (٦٩)﴾ [الأنبياء: ٦٩] لم تحرقه، بل كانت بردًا وسلامًا عليه. ٣ - ومن فوائدها: أن هذه الشجرة تنتشر إما أغصانها -كما قال المؤلف- أو أنواعها في النار كلها؛ لأن الله أخبر أن أهل النار يأكلون منها، ومعلوم أن النار دركات بعضها أسفل من بعض، فيلزم من ذلك أن تكون هذه الشجرة إما ذاتها ومنتشرة أغصانها، وإما نوعها موجودًا في جميع النار.

1 / 148