147

Tafsir Al-Uthaymeen: Ar-Rum

تفسير العثيمين: الروم

Daabacaha

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٣٦ هـ

Goobta Daabacaadda

المملكة العربية السعودية

Noocyada

ولنَنتبه إِلَى كلِمة ﴿الْحَكِيمُ﴾، وَبِهذَا التَّفسر الَّذي فسَّرناهَا بِه يتبيَّنُ أنَّ المُفَسِّر ﵀ قدْ قصَّر في تفسِيرِه. من فوائد الآية الكريمة: الفائِدَتانِ الأُولَى والثّانيةُ: أنَّ الخَلْق حادِثٌ بعْدَ أنْ لم يَكُن يُؤْخَذُ مِنْ قوْلِه تَعالَى: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ﴾، فيَكُون في الآيَةِ ردٌّ لقولِ الفَلاسِفَةِ القَائِلينَ بقِدَمِ العالَم، والصَّوابُ أنَّ العالَم حادِثٌ بعْدَ أنْ لَم يكُنْ؛ لقوْلِه تَعالَى: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ﴾. الفائِدَةُ الثَّالثةُ: إثْبَاتُ إعادَةِ الخلْقِ؛ لقوْلِه تَعالَى: ﴿ثُمَّ يُعِيدُهُ﴾. الفائِدَةُ الرابعةُ: استِعْمالُ قياسِ الأَوْلى، وقِياسَ الأَوْلى معرُوفٌ في أُصولِ الفِقْه، فالاسْتِدلال بالنَّظر عَلَى نظيرِه يُسمَّى قِياس مساوَاةٍ، والاسْتِدلال عَلَى الشّيْءِ بِما هُو أَوْلى - يَعْني نسْتَدِلُّ عَلَى الشّيء الّذِي يكُونُ أوْلى مِن المَقِيس علَيْه - هَذا يُسمّونَه قِياس الأَوْلى، فهُنَا في الآيَةِ استِعْمالُ قياسِ الأَوْلى؛ يُؤْخذُ مِنْ قَوْلِهِ تَعالَى: ﴿وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ﴾، أيْ إعادَتُه، فإِنَّهُ إِذا كَان قادِرًا عَلَى الابْتِداءِ فَهُو عَلَى الإعادَةِ مِن بَابِ أَوْلى عَلَى ما مَشَى علَيْه المُفَسِّر. الفائِدَةُ الخامسةُ: إثْبَاتُ كمالِ الصّفات لله؛ لقوْلِه تَعالَى: ﴿وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾. الفائِدَةُ السادسةُ: الرّدُّ عَلَى أهْلِ التّعطيلِ الَّذِين يُنكِرُون صِفاتِ الله ﷿؛ فإِنَّ الَّذِين يُنْكِرونَ صِفاتِ الله مَا جعَلُوا لَهُ المَثَل الأَعْلى، بَلْ جَعلُوه موْصُوفًا بالنّقائِص - والعياذُ بالله -، سواء كَان هَذا التّعْطِيلُ كُليًّا أو جُزئيًّا؛ لأَنَّهُ إِنْ كانَ كُليًّا كَما فَعل

1 / 153