158

Tafsir al-Uthaymeen: An-Naml

تفسير العثيمين: النمل

Daabacaha

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

Goobta Daabacaadda

المملكة العربية السعودية

Noocyada

الآية (٢٦)
* قَالَ اللهُ ﷿: ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ﴾ [النمل: ٢٦].
* * *
قَالَ المُفَسِّر ﵀: [استئناف جملة ثنائية مُشْتَمِل عَلَى عرشِ الرحمنِ فِي مقابلةِ عرش بِلْقِيس، وبينهما بَونٌ عظيمٌ].
يَقُول هَذَا الهدهد: ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ﴾، وهَذَا كلمة التَّوحيدِ، والمُفَسِّر يَقُول: إنَّهَا جملةٌ استئنافيةٌ للثناءِ عَلَى اللهِ ﵎ بما لا يَكُونُ لغيرِهِ، فالأوَّل: ﴿يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ﴾ هَذَا يَتَعَلَّق بتوحيدِ الرُّبُوبِيَّة، والثاني: ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ﴾ بتوحيدِ الأُلُوهِيَّة، أي: لا معبودَ بحقٍّ سِوَى اللهِ ﷿ -إذ هناك معبودات سِوَى اللهِ ﷿ بغير حقٍّ- فإذن أثنى عَلَى اللهِ ﷾ بصفة الرُّبُوبيَّة وبصفة الأُلُوهِيَّة، وربما نَقول أيضًا: وبصفةِ الأسماءِ والصِّفَاتِ؛ لِأَنَّ توحيد الرُّبُوبِيَّة مُسْتَلْزِم للأسماءِ والصِّفَاتِ؛ إذ إنَّ التصرُّف فِي الخلقِ والتدبير والعِلم كُلّ هَذَا من الصِّفَات.
قوله: ﴿رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ﴾: ﴿رَبُّ﴾ بمعنى صاحبِ العَرْش العظيمِ، أي: صاحبه، كما تقول: ربُّ الدابَّة، أي: صاحب الدابَّة، وقوله: ﴿الْعَرْشِ﴾ (أل) هَذِهِ للعهدِ الذِّهنيِّ، أي: العَرْش المعهود فِي أذهانِ الخَلْق العظيم، بخِلاف عرشِ بِلْقِيس، ولهَذَا قَالَ: ﴿وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ﴾ [النمل: ٢٣]، وهنا قَالَ: ﴿الْعَرْشِ الْعَظِيمِ﴾ بـ (أل)،

1 / 162