153

Tafsir al-Uthaymeen: An-Naml

تفسير العثيمين: النمل

Daabacaha

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

Goobta Daabacaadda

المملكة العربية السعودية

Noocyada

وفي الآيَة قراءة ثانية: (أَلا يا اسجدوا لله) وتكون (ألا) استفتاحية و(يا) حرف نداء، والنداء محذوف، والتَّقْدير: ألا يا قوم اسجدوا لله، أو تكون (يا) للتنبيه، نظيره قوله تَعَالَى: ﴿يَالَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ﴾ [يس: ٢٦]، وقوله تَعَالَى: ﴿يَالَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ﴾ [النِّسَاء: ٧٣]، فإن (يا) هَذهِ إمَّا أن تكون للتنبيهِ؛ لِأَنَّهَا لا تدخلُ عَلَى الأفعالِ ولا عَلَى الحروفِ، وَإمَّا أن تكون للنداء والمنادى محذوف.
قوله: ﴿الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ﴾ قَالَ المُفَسِّر ﵀: [مَصْدر بمعنى المخبوء مِنَ المطرِ والنباتِ ﴿فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ﴾ فِي قُلُوبِهِم ﴿وَمَا تُعْلِنُونَ﴾ بِألسِنَتِهِم]، قوله: ﴿الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ﴾ الخَبْء بمعنى المخبوءِ؛ كما قَالَ المُفَسِّر، فَهُوَ مصدر بمعنى اسمِ المَفْعُول، والمصدرُ بمعنى اسمِ المَفْعُول واردٌ فِي اللُّغة العربيَّة كثيرًا، ومنه قوله تَعَالَى: ﴿وَإِنْ كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ﴾ [الطلاق: ٦]، أي: محمولٍ؛ لِأَنَّ الحملَ فِعل المَرْأَةِ، وَأَمَّا المحمولُ فَهُوَ الجنينُ، وكذلك قوله: ﴿وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ﴾ [الطلاق: ٤].
ومنه قولُ النَّبِيّ ﷺ: "مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ" (^١) أي: مردود، ومنه أيضًا قول الله ﵎: ﴿هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ﴾ [لقمان: ١١]، ﴿هَذَا خَلْقُ اللَّهِ﴾ أي: مخلوقه وَلَيْسَ فِعْلَه.
قوله ﵀: [مِنَ المطرِ]، هَذَا باعتبارِ المخبوءِ فِي السَّمَاء، [والنبات]، هَذَا المخبوء فِي الْأَرْض، فاللهُ ﷾ هُوَ الَّذِي يُخْرِجُ ما فِي هَذَا وما فِي هَذَا، ﴿فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ﴾ فِي قلوبهم ﴿وَمَا يُعْلِنُونَ﴾ بألسنتهم].
ولم يُشِرِ المُفَسِّر ﵀ إِلَى القراءةِ الثَّانِيَةِ وهي سبعيَّة فِي قوله: "يخفون"

(^١) سبق تخريجه.

1 / 157