127

Tafsir al-Uthaymeen: Al-Shu'ara

تفسير العثيمين: الشعراء

Daabacaha

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٣٦ هـ

Goobta Daabacaadda

المملكة العربية السعودية

Noocyada

الآيتان (٦١، ٦٢)
* * *
* قالَ اللهُ ﷿: ﴿فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (٦١) قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ [الشعراء: ٦١ - ٦٢].
* * *
قَالَ المُفَسِّر ﵀: ﴿فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ﴾ رأى كلٌّ مِنهما الآخرَ]، والمُرادُ بهما جَمْعُ مُوسَى وجَمْعُ فِرْعَوْنَ [﴿قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ﴾ يُدْرِكُنا جَمْعُ فِرْعَوْنَ، ولا طاقةَ لنا به].
قال: ﴿إِنَّا لَمُدْرَكُونَ﴾ أكَّدوا الإدراكَ بـ (إنّ) واللامِ، يعني: مُدْرَكُون يَقينًا؛ وذلك لِأَنَّ البحرَ أمامَهم وآلَ فِرْعَوْنَ خَلْفَهم، فلا بدَّ أنْ يُدْرِكُوهم، فأينَ يَذْهَبُون؟ فليسَ أمامَهم إلَّا البحر؛ إنْ خاضوا البحرَ غَرِقُوا، وهم لنْ يَخُوضُوه بِحَسَبِ اعتقادِهِمْ فِي تلكَ الساعةِ؛ لأنَّهم لا يَعْلَمُون بالأمرِ، فهم لنْ يَخُوضوا البحرَ، فما بَقِيَ إلَّا أنْ يُدْرِكَهُمْ آلُ فِرْعَوْنَ.
ولهذا قالوا: ﴿إِنَّا لَمُدْرَكُونَ﴾ بالجُملةِ الإسْميَّةِ المؤكَّدة بـ (إنّ) واللامِ، ولكن مُوسَى أجابَهُم بقولِهِ: ﴿كَلَّا﴾ قَالَ المُفَسِّر ﵀: [أي: لن يُدْرِكُونا]، قال ذلك مُوسَى إيمانًا باللهِ تعالى، وثِقَةً بوعدِهِ، وأنه ﷾ ما أمرهم بالخروجِ إلّا لِيَحْمِيَهُمْ مِن فِرْعَوْن وآلِهِ.
قَالَ المُفَسِّر ﵀: [﴿إِنَّ مَعِيَ رَبِّي﴾ بِنَصْرِهِ ﴿سَيَهْدِينِ﴾ طريقَ النَّجاةِ].

1 / 132