97

Tafsir Al-Uthaymeen: Al-Kahf

تفسير العثيمين: الكهف

Daabacaha

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٣ هـ

Goobta Daabacaadda

المملكة العربية السعودية

Noocyada

مسألة أنه "جسم أو غير جسم" فهذا مبحث آخر، وهو أننا لا نثبت اللفظ "جسم" ولا ننكره، أما المعنى فنقول: إن الله تعالى حق قائم بذاته موصوف بصفاته يفعل ما يشاء، يستوي على عرشه، وينزل إلى السماء الدنيا، وينْزِل ليفصل بين العباد، ويعجب ويفرح ويضحك، المهم أنه كلما رأيت شخصًا يجادل يريد أن يدحض الحق، فله نصيب من هذه الآية. (وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُوًا) «وَاتَّخَذُوا) أي صيروا. «آيَاتِي) يعني القرآن. (وَمَا أُنْذِرُوا) أي ما أنذروا به من العذاب اتخذوها (هُزُوًا) مثال ذلك أن الكفار استهزؤوا لما أخبر الله ﷿ عن شجرة الزقوم) إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ) (الصافات: ٦٤)، يعني في قعره، فصاروا يضحكون كيف تخرج في أصل الجحيم، وهي شجرة أبعد ما يكون عن النار، النار حارة جافة والشجرة رطبة، فجعلوا يستهزئون ويقولون: هذا من هذيان محمد ﷺ، فاتخذوا ما أنذروا به هزوًا والله ﷿ قال: (فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ) (الصافات: ٦٦) فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ (٥٤) فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ) (الواقعة: ٥٥)، يملؤون بطونهم من هذه الزَّقوم ملئًا تامًا ثم تحترق من العطش، فماذا يسقون؟ يسقون ماءً حارًا (فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ) أي على ما في بطونهم (مِنَ الْحَمِيمِ)، ومع ذلك يشربون شربًا ليس عاديًا بالنسبة إلى البشر، ولكنه شرب الإبل الهيم، العطاش، هذه الشجرة التي يهزؤون بها هي التي يملؤون بها بطونهم في جهنم. ***

1 / 101