Tafsir Al-Uthaymeen: Al-Kahf

Muhammad ibn Salih al-Uthaymin d. 1421 AH
70

Tafsir Al-Uthaymeen: Al-Kahf

تفسير العثيمين: الكهف

Daabacaha

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٣ هـ

Goobta Daabacaadda

المملكة العربية السعودية

Noocyada

هذه الجنة حتى يعرف هذا الذي افتخر بجنته وعزة نفره أن الأمر أمر الله، فكأنه دعا عليه بما يضره لمصلحة هي أعظم. فكون الإنسان يعرف نفسه ويرجع إلى ربه خير له من أن يفخر بماله ويعتز به، هذا إذا جعلنا عسى للترجي. الثاني: أن تكون عسى للتوقع، والمعنى أنك إن كنت ترى هذا فإنه يُتَوقع أن الله تعالى يُزيل عني ما عبتني به ويزيل عنك ما تفتخر به، وأيًا كان فالأمر وقع إما استجابة لدعائه وإما تحقيقًا لتوقعه. (وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا) والمراد بالحسبان هنا ما يدمرها من صواعق أو غيرها. وقوله: (مِنَ السَّمَاءِ) خصَّ السماء لأن ما جاء من الأرض قد يدافع، يعني لو نفرض أنه جاءت أمطار وسيول جارفة أو نيران محرقة تسعى وتحرق ما أمامها، يمكن أن تُدافع، لكن ما نزل من السماء يصعب دفعه أو يتعذر. (فَتُصْبِحَ صَعِيدًا) أي تصبح لا نبات فيها. (زَلَقًا) يعني قد غمرتها المياه. *** (أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا) (الكهف: ٤١) قوله تعالى: (أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا) فلا يوجد فيها ماء. و(غَوْرًا) بمعنى غائر فهو مصدر بمعنى اسم الفاعل، فدعا دعوة يكون فيها زوال هذه الجنة إمَّا بماء يغرقها حتى تصبح (صَعِيدًا زَلَقًا)، وإما بغور لا سُقيا معه لقوله: (أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا) وكلا الأمرين تدمير وخراب. فالفيضانات تدمر المحصول، وغور الماء حتى لا يستطيع أن يطلبه لبعده في

1 / 74