Tafsir Al-Uthaymeen: Al-Kahf

Muhammad ibn Salih al-Uthaymin d. 1421 AH
68

Tafsir Al-Uthaymeen: Al-Kahf

تفسير العثيمين: الكهف

Daabacaha

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٣ هـ

Goobta Daabacaadda

المملكة العربية السعودية

Noocyada

(إنما يتقبل الله من المتقين) (المائدة: ٢٧)، يعني أنت كفرت ولكني أنا أعتز بإيماني وأؤمن بالله. *** (وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَاّ بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا) (الكهف: ٣٩) قوله تعالى: (وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ) يعني هلَّا (إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ) أي حين دخولك إيَّاها (قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَاّ بِاللَّهِ) حتى تجعل الأمر مفوضًا إلى الله ﷿. وقوله: (مَا شَاءَ اللَّهُ) فيها وجهان: ١ - أنَّ (ما) اسم موصول خبر لمبتدأ محذوف تقديره "هذا ما شاء الله". ٢ - أنَّ (ما) شرطية و(شاء) فعل الشرط وجوابه محذوف والتقدير "ما شاء الله كان". وقوله: (لا قُوَّةَ إِلَاّ بِاللَّهِ) أي لا قوة لأحد على شيء إلَاّ بالله وهذا يعني تفويض القوة لله ﷿، يعني فهو الذي له القوة مطلقًا، القوة جميعًا، فهذه الجنة ما صارت بقوتك أنت ولا بمشيئتك أنت ولكن بمشيئة الله وقوته، وينبغي للإنسان إذا أعجبه شيء من ماله أن يقول: "ما شاء الله لا قوة إلَاّ بالله" حتى يفوض الأمر إلى الله ﷿ لا إلى حوله وقوته، وقد جاء في الأثر أن من قال ذلك في شيء يعجبه من ماله فإنه لن يرى فيه مكروهًا (^١).

(^١) عن أنس بن مالك ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: " ما أنعم الله ﷿ على عبد نعمة في أهل ومال وولد، فيقول: ما شاء الله، لا قوة إلا بالله، فيرى فيها آفة دون الموت، وقرأ: (وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ) ". أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (٥٣٧٦ إتحاف الخيرة) والبيهقي في "شعب الإيمان" (٤٠٦٠) والطبراني في "الأوسط" (٤٢٧٣) و"الصغير" (٥٨٨) وغيرهم.

1 / 72