117

Tafsir al-Uthaymeen: Al-Imran

تفسير العثيمين: آل عمران

Daabacaha

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

Lambarka Daabacaadda

الثالثة

Sanadka Daabacaadda

١٤٣٥ هـ

Goobta Daabacaadda

المملكة العربية السعودية

Noocyada

وقال: ﴿وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ﴾ [القصص: ٨٨]. وقوله: ﴿وَالْمَلَائِكَةُ﴾: معطوفة على اسم الجلالة ﴿اللَّهُ﴾؛ يعني: وشهدت الملائكة أنه لا إله إلا الله. وقوله: ﴿وَأُولُو الْعِلْمِ﴾: أصحاب العلم الذين رزقهم الله ﷾ العلم، يشهدون أيضًا أنه لا إله إلا الله. والمراد بالعلم: العلم بالله ﷿. وقوله تعالى: ﴿قَائِمًا بِالْقِسْطِ﴾: ﴿قَائِمًا﴾: حال من لفظ الجلالة، يعني: حال كونه قائمًا بالقسط، أي بالعدل. وذلك في أحكامه التكليفية، وأحكامه القضائية والجزائية، فليس فيها جور، وتتضمن الفضل والعفو والإحسان. ولهذا قال الله ﷿: ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾ [البقرة: ٢٨٦]، وقال الله ﷿: ﴿لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾ [الأنعام: ١٥٢]، هذا أمر زائد على العدل. ومن ذلك أنه يجزي الحسنة بعشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة، والسيئة بمثلها أو يعفو، إلا من كان كافرًا فليس أهلًا للعفو، فلا يعفى عنه. والله ﷾ يقتص للمظلوم من الظالم، إما بإجابة دعوة المظلوم إن دعا على ظالمه في الدنيا، كما قال النبي ﵊ لمعاذ بن جبل، وقد بعثه إلى اليمن: "إياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم، فإنه ليس بينها وبين الله

1 / 119