110

Tafsir al-Uthaymeen: Al-Imran

تفسير العثيمين: آل عمران

Daabacaha

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

Lambarka Daabacaadda

الثالثة

Sanadka Daabacaadda

١٤٣٥ هـ

Goobta Daabacaadda

المملكة العربية السعودية

Noocyada

صبروا على الأقدار المؤلمة المترتبة على فعل اختياري منهم وهو طاعة الله بتبليغ رسالته. ونضرب مثلًا بصبر سيد الخلق ﵊، مع الحلم والأناة والعفو والتسامح، كما حصل له مع أهل الطائف (^١)، وقبل ذلك مع أهل مكة؛ فقد كان ذات يوم ﵊ يصلي حول الكعبة في آمَنِ مكانٍ على وجه الأرض، ساجدًا لله ﷿، فجاءه سفهاء قومه، فوضعوا سلا جزور على ظهره ﷺ وهو ساجد، حتى جاءته ابنته فاطمة ﵂ فأزالت الأذى عن ظهره (^٢). ومع ذلك صبر وصابر، ولم يخرج من مكة إلا بعد أن أذن الله له. وقوله تعالى: ﴿وَالصَّادِقِينَ﴾: الصدق: هو المطابقة للواقع، والصادق هو الذي يكون خبره مطابقًا للواقع. والكاذب خلاف ذلك. والصدق: يكون بالقول ويكون بالفعل، ويكون مع الله ويكون مع عباد الله. أما الصدق بالقول: فهو مطابقة القول للواقع؛ فإذا قيل لك: جاء زيد، وكان قد جاء، فهو مطابق للواقع، فيكون صدقًا. والصدق من صفات المؤمنين، والكذب من صفات المنافقين، وقد حثّ النبي ﵊ على الصدق،

(^١) أخرجه مسلم، كتاب الصلاة، باب ما يقال في الركوع والسجود، رقم (٤٨٣). (^٢) أخرجه البخاري، كتاب الوضوء، باب إذا ألقي على ظهر المسلم قذر أو جيفة لم تفسد عليه صلاته، رقم (٢٤٠). ومسلم، كتاب الجهاد والسير، باب ما لقي النبي ﷺ من أذى المشركين والمنافقين، رقم (١٧٩٤).

1 / 112