97

Tafsir Al-Uthaymeen: Al-Hujurat - Al-Hadid

تفسير العثيمين: الحجرات - الحديد

Daabacaha

دار الثريا للنشر والتوزيع

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

Goobta Daabacaadda

الرياض

Noocyada

بالوعيد﴾، أي أوعدتكم على المخالفة فلا حجة لكم، ﴿ما يبدل القول لدى ومآ أنا بظلام للعبيد﴾ . يعني لا أحد يستطيع أن يبدل قولي؛ لأن الحكم لله ﷿ وحده، فإذا كان الله تعالى قد وعد فهو صادق الوعد ﷾، وأما الإيعاد فقد يغفر ما شاء من الذنوب إلا الشرك ﴿ومآ أنا بظلام للعبيد﴾ يعني لست أظلم أحدًا، وكلمة (ظلَاّم) لا تظن أنها صيغة مبالغة، وأن المعنى أني لست كثير الظلم، بل هي من باب النسبة، أي: لست بذي ظلم، والدليل على أن هذا هو المعنى، وأنه يتعين أن يكون هذا المعنى قوله تعالى: ﴿إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنةً يضاعفها﴾، ويقول ﷿: ﴿ومن يعمل من الصالحت وهو مؤمن فلا يخاف ظلمًا ولا هضمًا﴾ .
ويقول ﷿: ﴿ولا يظلم ربك أحدًا﴾ . والآيات في هذا كثيرة، أن الله لا يظلم، بل إننا إذا تأملنا وجدنا أن فضل الله وإحسانه أكثر من عدله. جزاء سيئة سيئة مثلها، وجزاء حسنة عشرة أمثالها، ولو أردنا أن نأخذ بالعدل لكان السيئة بالسيئة، والحسنة بالحسنة، لكن فضل الله زائد على عدله ﷿ فهو ﷾ يجزي بالفضل والإحسان لمن كان محسنًا، وبالعدل بدون زيادة لمن كان مسيئًا ﴿ما يبدل القول لدى ومآ أنا بظلام للعبيد﴾ .
﴿يوم نقول لجهنم هل امتلأَت وتقول هل من مزيد﴾ يوم: ظرف زمان، والظروف الزمانية والمكانية، وكذلك حروف الجر لابد لها من متعلق، أي لابد لها من فعل، أو ما كان بمعنى الفعل تتعلق به، فما هو متعلق قوله: ﴿يوم نقول لجهنم﴾ نقول: هو محذوف،

1 / 103