87

Tafsir Al-Uthaymeen: Al-Hujurat - Al-Hadid

تفسير العثيمين: الحجرات - الحديد

Daabacaha

دار الثريا للنشر والتوزيع

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

Goobta Daabacaadda

الرياض

Noocyada

ظاهر اللفظ، وهو أحد القولين لأهل العلم.
ومن العلماء من يقول: إنه لا يكتب إلا الحسنات والسيئات فقط، أما اللغو فلا يكتب.
والقول الأول أولى، وهو العموم، أما النتيجة فواحدة، لأنه حتى على القول بأن الكاتب يكتب كل شيء يقولون: إنه لا يحاسب إلا على الحسنات والسيئات، لكن كوننا نقول بالعموم هو المطابق لظاهر الآية، ثم هو الذي فيه الدليل على أن المَلَكين لا يتركان شيئًا، مما يدل على كمال عنايتهما بما ينطق به الإنسان، وبناءً على ذلك يجب علينا أن نحترز غاية الاحتراز من أقوال اللسان، فكم زلة لسانية أوجبت الهلاك - والعياذ بالله - ففي حديث أبي هريرة ﵁ في الرجل الذي قال: والله لا يغفر الله لفلان، فقال الله: «من ذا الذي يتألَّى عليَّ أن لا أغفر لفلان، قد غفرت له وأحبطت عملك» (^١) قال أبو هريرة ﵁: إنه تكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته، نسأل الله العافية.
احذر لسانك أن تقول فتبتلى إن البلاء موكل بالمنطق
احذر آفات اللسان، إن النبي ﷺ جعل حفظ اللسان مَلاك الأمر كله، فقال ﵊ لمعاذ بن جبل ﵁: «أفلا أدلك على ملاك ذلك كله»؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: فأخذ بلسان نفسه وقال: «كف عليك هذا» . لا تطلقه، لا تتكلم، قال: يا رسول الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال

(^١) أخرجه مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب النهي عن تقنيط الإنسان من رحمة الله تعالى (٢٦٢١) .

1 / 93