123

Tafsir Al-Uthaymeen: Al-Furqan

تفسير العثيمين: الفرقان

Daabacaha

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٣٦ هـ

Goobta Daabacaadda

المملكة العربية السعودية

Noocyada

الآية (٣٤) * * * * قالَ اللَّه ﷿: ﴿الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا﴾ [الفرقان: ٣٤]. * * * قوله: ﴿الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ﴾ يقول المفسِّر: [هم ﴿الَّذِينَ يُحْشَرُونَ﴾]، فجعل (الذين) خبر مبتدأ محذوف، والتقديرُ: هم ﴿الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ﴾، يعني هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَّبوك وعارَضوا ما جئتَ به هم الَّذِينَ يُحشَرون على وجوههم، قال المُفَسِّر ﵀: [أي: يُساقُون ﴿إِلَى جَهَنَّمَ﴾، ولو قال المُفَسِّر: يُحشَرون بمعنى يُجمَعون؛ لِأَنَّ الحشر بمعنى الجمعِ، يعني يُبعَثون -والعياذُ باللَّه- يومَ القيامةِ على وُجُوهِهم، لكنْ كأنَّه لمَّا عُدِّيَ بقوله: ﴿إِلَى جَهَنَّمَ﴾ صار مُضمَّنًا لمعنى السَّوق؛ لمعنى يُساقُون، ولكنَّه لا مانعَ أن نقولَ: يُحشَرون ويساقون؛ لِأَنَّ الفعل إذا ضُمِّن معنى فعل آخرَ ليس معناه أَنَّهُ يَسْلُب دلالتَه الَّتِي يدلُّ عليها لفظُه، بل يُضاف إليه معنًى آخرُ، فمثلًا ﴿يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ﴾ [الإنسان: ٦]. قُلْنَا: إن يشرب مضمَّن معنى يَرْوَى، وليس معنى ذلك أَنَّهُ سلب معنى الشرب؛ لِأَنَّهُ لا رِيَّ إلَّا بعدَ الشُّرب، وهذا واضحٌ، كذلك أيضًا لا سَوْقَ إلى جهنَّم إلا بعد الحشر الَّذِي هو الجَمْعُ. وقوله: ﴿هُمُ الَّذِينَ﴾ على رأي المُفَسِّر تكون: ﴿الَّذِينَ﴾ خبرًا لمبتدأ محذوف،

1 / 128