Tafsir al-Uthaymeen: Al-Fatihah and Al-Baqarah

Muhammad ibn Salih al-Uthaymin d. 1421 AH
115

Tafsir al-Uthaymeen: Al-Fatihah and Al-Baqarah

تفسير العثيمين: الفاتحة والبقرة

Daabacaha

دار ابن الجوزي

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٣ هـ

Goobta Daabacaadda

المملكة العربية السعودية

Noocyada

للتشبيه، و"ما" مصدرية. أي كإيمان الناس؛ والمراد بـ ﴿الناس﴾ هنا الصحابة الذين كانوا في المدينة، وإمامهم النبي ﷺ قوله تعالى: ﴿قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء﴾؛ الاستفهام هنا للنفي، والتحقير؛ والمعنى: لا نؤمن كما آمن السفهاء؛ وربما يكون أيضًا مضمنًا معنى الإنكار. أي أنهم ينكرون على من قال: ﴿آمنوا كما آمن الناس﴾؛ وهذا أبلغ من النفي المحض؛ و﴿السفهاء﴾: الذين ليس لهم رشد، وعقل؛ والمراد بهم هنا أصحاب النبي ﷺ. على حدّ زعم هؤلاء المنافقين؛ فقال الله تعالى. وهو العليم بما في القلوب. ردًا على هؤلاء: ﴿ألا إنهم هم السفهاء﴾: وهذه الجملة مؤكدة بثلاثة مؤكدات: ﴿ألا﴾، و"إن"، وضمير الفصل: ﴿هم﴾، وهو أيضًا مفيد للحصر؛ وهذه الجملة كالتي قبلها في قوله تعالى: ﴿ألا إنهم هم المفسدون﴾ .. قوله تعالى: ﴿ولكن لا يعلمون﴾ أي لا يعلمون سفههم؛ فإن قيل: ما الفرق بين قوله تعالى هنا: ﴿ولكن لا يعلمون﴾، وقوله تعالى فيما سبق: ﴿ولكن لا يشعرون﴾؟ فالجواب: أن الإفساد في الأرض أمر حسي يدركه الإنسان بإحساسه، وشعوره؛ وأما السفه فأمر معنوي يدرك بآثاره، ولا يُحَسُّ به نفسِه .. الفوائد:. ١ من فوائد الآية: أن المنافق لا تنفعه الدعوة إلى الخير؛ لقوله تعالى: ﴿وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء﴾؛ فهم لا ينتفعون إذا دعوا إلى الحق؛ بل يقولون: ﴿أنؤمن كما آمن السفهاء)

1 / 49