Tafsir Al-Uthaymeen: Al-An'am

Muhammad ibn Salih al-Uthaymin d. 1421 AH
81

Tafsir Al-Uthaymeen: Al-An'am

تفسير العثيمين: الأنعام

Daabacaha

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

Goobta Daabacaadda

المملكة العربية السعودية

Noocyada

الفائدة السادسة: عموم قدرة الله تعالى لقوله: ﴿فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾، ويقابل القدرةَ العجزُ، وهنا صفتان متشابهتان أو متقاربتان، القوة والقدرة، والفرق بينهما يحصل بالتعريف، فالقدرة: التمكن من الفعل بلا عجز، والقوة: التمكن من الفعل بلا ضعف، والدليل قول الله ﵎ في القدرة: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا﴾ [فاطر: ٤٤]، والدليل في القوة قول الله ﵎: ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً﴾ [الروم: ٥٤]. لكن أيهما أعم؟ نقول: أما القوة فهي أعم؛ لأنها تكون في ذي الشعور وغيره، يعني في ذي الإرادة وغيره، فتقول: فلان قوي وتقول: الحديد قوي، وأما القدرة فإنها لا تكون إلا من ذي الإرادة، إذ لا يصح أن تقول: الباب قادر؛ لأنه ليس له إرادة. وأيهما أكمل؟ القوة أكمل؛ لأنه يلزم من وجود القوة القدرة ولا عكس، ونضرب مثلًا لهذا برجل قيل له: (احمل هذا الحجر) فحمله لكن بمشقة، فبماذا نصف هذا الرجل؟ نصفه بأنه قادر غير قوي، وإنسان آخر قلنا له: (احمل هذا الحجر) فأقبل ليحمله فعجز فنقول: هذا عاجز غير قادر، ورجل ثالث قلنا له: احمل هذا الحجر فأخذه وكأنه ريشة، فهذا قوي، وهو قادر من باب أولى. فكل شيء حتى وإن بعد في ذهنك فالله قادر عليه، لقوله تعالى: ﴿فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾، ولهذا نبه الله تعالى زكريا حين

1 / 85