167

Tafsir Al-Uthaymeen: Al-Ahzab

تفسير العثيمين: الأحزاب

Daabacaha

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٣٦ هـ

Goobta Daabacaadda

المملكة العربية السعودية

Noocyada

فهل نَحن أَعلَمُ بشريعة اللَّه تعالى من رسول اللَّه ﷺ؟ وهل نحن أَحرَصُ منه على تَطبيق شريعة اللَّه تعالى؟ أَبَدًا، وإذا لم يَكُن كذلك؛ فإن الواجِب علينا أن نَحذُوَ حَذْوَه، فإذا كان يَقول عند خَتْم عِند انتِهاء تِلاوته: (صدَقَ اللَّهُ) فإننا نَقولها على العَيْن والرأس، وإذا كان لا يَقولها فلا نَقولها.
ونَقول لهم: إذا كُنْتم تَعتَقِدون مَشروعية ذلك فقولوها أيضًا في الصلاة إذا انتَهَيْتُم من القِراءة في الصلاة قبل أن تُكبِّروا؛ لأن التِّلاوة في نفس الصلاة أفضَلُ منها في خارِج الصلاة، المُهِمُّ: أنه لا دليلَ لهؤلاء في مِثْل هذه الآيةِ.
الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: أن المُؤمِن يَزْداد إيمانًا عند رُؤْية الآيات الكونية أو الشَّرْعية كقوله تعالى: ﴿وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا﴾.
الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: صِحَّة مَذهَب أهل السُّنَّة والجماعة الذين يَقولون: إن الإيمان يَزيد ويَنقُص كذا، وقد ذكَرْنا أن زِيَادة الإيمان باعتِبارات: باعتِبار قُوَّة اليَقين، وباعتِبار كثرة العمَل، وباعتِبار الإخلاص فيه، وباعتِبار أن المُعامَلة المُتابَعة للرسول ﵊، وباعتِبار العامِل نَفسِه.
فكُلُّ هذه الاعتِباراتِ يَزيد بها الإيمان:
الأوَّلُ: باعتِبار قُوَّة التقين فإبراهيمُ ﵊ قال: ﴿رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي﴾ [البقرة: ٢٦٠]، فليس الخبَرُ كالمُعايَنة لو أَخبَرك مَن تَثِقُ به تمَامَ الثِّقة عن وجود شيءٍ آمَنْت به، لكن إذا رأَيْته بعَيْنك صار ذلك أَقوى إيمانًا.
الثاني: باعتِبار كَثْرة العمَل.

1 / 172