Tafsir al-Tabari - Jami' al-Bayan

Al-Tabari d. 310 AH
99

Tafsir al-Tabari - Jami' al-Bayan

تفسير الطبري جامع البيان - ط دار التربية والتراث

Lambarka Daabacaadda

بدون تاريخ نشر

Noocyada

فقال: لا تسألني عن القرآن، وسَل من يزعم أنه لا يخفى عليه شيء منه- يعني عكرمة. ١٠٢- وحدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا سعيد بن عامر، عن شعبة، عن عبد الله بن أبي السَّفَر، قال: قال الشعبي: والله مَا مِن آية إلا قد سألتُ عنها، ولكنها الروايةُ عن الله (١) . ١٠٣- حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن علية، عن صالح -يعني ابن مسلم- قال: حدثني رجل، عن الشعبي، قال: ثلاثٌ لا أقول فيهن حتى أموت: القرآن، والروح، والرأي (٢) . وما أشبه ذلك من الأخبار؟ (٣) . قيل له: أما الخبر الذي روى عن رسول الله ﷺ أنه لم يكن يفسِّر من القرآن شيئًا إلا آيًا بعَددٍ، فإن ذلك مصحِّح ما قلنا من القول في الباب الماضي قَبْل، وهو: أنّ من تأويل القرآن ما لا يُدرك علمُه إلا ببيان الرسول ﷺ. وذلك تفصيل جُمَلِ ما في آيه من أمر الله ونَهْيه (٤) وحلاله وحرامه، وحدوده وفرائضه، وسائر معاني شرائع دينه، الذي هو مجمَلٌ في ظاهر التنزيل، وبالعباد إلى تفسيره الحاجة - لا يدرَك علمُ تأويله إلا ببيان من عند الله على لسان رسوله ﷺ، وما أشبه ذلك مما تحويه آيُ القرآن، من سائر حُكْمه الذي جعلَ الله بيانه لخلقه إلى رسول الله ﷺ. فلا يعلم أحدٌ من خلق الله تأويل ذلك إلا ببيان الرّسول ﷺ، ولا يعلمه رسول الله

(١) الأخبار السالفة جميعًا نقلها ابن كثير عن الطبري في تفسيره ١: ١٣-١٤. (٢) الأثر ١٠٣- صالح بن مسلم: هو البكري، وهو ثقة من الطبقة العليا، كما قال يحيى بن سعيد القطان، فيما نقل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ٢\١: ٤١٣. وترجمه البخاري في الكبير أيضًا ٢\٢: ٢٩١. وهو من الرواة عن الشعبي، ولكنه روى عنه هنا بالواسطة، وستأتي رواية له عن الشعبي رقم ١١٤. (٣) هذا آخر السؤال الذي بدأ منذ ص: ٨٤. (٤) في المطبوعة "وذلك يفصل". والإشارة في قوله "وذلك" إلى بيان رسول الله ﷺ.

1 / 87