[البقرة: 79]. هنا قسم الله تبارك وتعالى اليهود إلى أقسام.. منهم قسم أمي لا يعرفون الكتاب وما يقوله لهم أحبارهم هو الذي يعرفونه فقط.. وهؤلاء ربما لو كانوا يعلمون ما في التوراة.. من صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم لآمنوا به.. والكتاب هنا يقصد به التوراة.. والله سبحانه وتعالى لم ينف عنهم مطلق العلم.. ولكنه نفى خصوصية العلم، لأنه قال لا يعلمون إلا أماني.. فكأن الأماني يعلمونها من الكتاب. ولكن ما الأماني؟.. إنها تطلق مرة بدون تشديد الياء ومرة بتشديد الياء.. فإن كانت بالتخفيف تكون جمع أمنية.. وإن كانت بالتشديد تكون جمع أمنية بالتشديد على الياء.. الأمنية تجدها في القرآن الكريم في قوله تعالى:
ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به..
[النساء: 123]. هذا بالنسبة للجمع. أما بالنسبة للمفرد.. في قوله تعالى:
ومآ أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته..
[الحج: 52]. ما هي الأمنية؟.. الأمنية هي الشيء الذي يحب الإنسان أن يحدث ولكن حدوثه مستحيل.
. إذن لن يحدث ولن يكون له وجود.. ولذلك قالوا إن من معاني التمني اختلاق الأشياء.. الشاعر الذي قال:
ألا ليت الشباب يعود يوما
فأخبره بما فعل المشيب
هل الشباب يمكن أن يعود؟.. طبعا مستحيل.. هذا شيء لن يحدث.. والشاعر الذي قال:
ليت الكواكب تدنو لي فأنظمها
Bog aan la aqoon