Tafsir al-Quran al-Thari al-Jami'
تفسير القرآن الثري الجامع
Noocyada
سورة البقرة [٢: ٣٩]
﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾:
كأنّ هذه الآية تتمة للآية السابقة، ﴿فَمَنْ تَبِعَ هُدَاىَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾، ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا﴾.
﴿وَالَّذِينَ﴾: الواو عاطفة، الذين: اسم موصول، يفيد الذم.
﴿كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا﴾: الكفر؛ هو الستر، إنكار وجود الله سبحانه، واجب الوجود، أو الكفر بآيات الله؛ أي: عدم التصديق بها، وإنكارها، والكفر أعم من التكذيب. ارجع إلى الآية (٦) من نفس السورة لمزيد من البيان في معنى الّذين كفروا.
التكذيب: هو حالة جزئية، من الكفر بآياتنا؛ أي: الكونية، أو آيات القرآن، والمعجزات الدالة على النبوة، والكفر أعم من التكذيب، والتكذيب هو عدم التصديق.
﴿أُولَئِكَ﴾: اسم إشارة يفيد البعد، يشير إلى الّذين كفروا وكذبوا بآياتنا.
﴿أَصْحَابُ النَّارِ﴾: سماهم أصحابًا لصحبتهم الدائمة للنار، وكأنهم أصبحوا أصحابها؛ أي: مالكوها؛ كما نقول: صاحب الدار.
﴿هُمْ﴾: ضمير منفصل، يفيد التّوكيد، ﴿فِيهَا﴾: في النار.
﴿خَالِدُونَ﴾: من الخلد، وهو البقاء الدائم، الذي لا انقطاع فيه، ويبدأ من زمن دخولهم النار؛ أي: له زمن بدء، وليس له زمن نهاية.
1 / 46