Tafsir al-Quran al-Thari al-Jami'

Muhammad al-Hilal d. Unknown
42

Tafsir al-Quran al-Thari al-Jami'

تفسير القرآن الثري الجامع

Noocyada

سورة البقرة [٢: ٣١] ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِـئُونِى بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾: ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا﴾: وهل علمه كل الأسماء، منذ تلك الساعة إلى قيام الساعة. ﴿كُلَّهَا﴾: تفيد التّوكيد. وما هذه الأسماء، التي علمها الله تعالى لآدم، وبأي لغة تعلم آدم. وكيفية التعليم، أو آلية التعليم، وكيف استغرق الزمن… الله أعلم. ﴿ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ﴾: ثم لتباين الدرجة بين التعليم والعرض… ﴿عَرَضَهُمْ﴾: أي: عرض مسميات الأسماء على الملائكة. ولم يقل: عرضها؛ لأنها؛ أي: الأسماء تحوي العاقل، وغير العاقل، والتغليب، يبدو هنا للعاقل، أو التغليب، يكون للعاقل عند الإطلاق، فقال عرضهم. ﴿فَقَالَ﴾: الفاء؛ للتعقيب، والمباشرة. ﴿أَنبِـئُونِى بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ﴾: ﴿أَنبِـئُونِى﴾: أخبروني. ﴿بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ﴾: هؤلاء؛ أصلها أولاء، ودخلت عليها هاء التنبيه، فأصبحت هؤلاء، وتشمل العاقل، وغير العاقل، ﴿بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ﴾: تعني: مسميات الأسماء. ﴿إِنْ﴾: إن شرطية، تفيد الاحتمال، جوابها محذوف؛ للتعظيم. ﴿كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾: كيف يقول للملائكة: ﴿إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾، وهل تكذب الملائكة، اعلم أنّ في مقابل كل صدق هناك كذب، وحاشا لله الملائكة أن تكذب، لكن هناك صدق يقابله خطأ، فهم لم يكذبوا، ولكن أخطؤوا في قولهم: ﴿أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ﴾، أو حين قالوا؛ كما روى ابن عبّاس ﵄: لن يخلق الله خلقًا، أكرم عليه منا، فنحن أحق بالخلافة في الأرض، كما ورد في تفسير ابن كثير (١/ ١٧)، والطبري (١/ ١٧٧).

1 / 38