Tafsir al-Qur'an al-Karim wa I'rabuhu wa Bayanuhu - al-Durra

Muhammad Ali Taha Al-Durrah d. 1428 AH
86

Tafsir al-Qur'an al-Karim wa I'rabuhu wa Bayanuhu - al-Durra

تفسير القرآن الكريم وإعرابه وبيانه - الدرة

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

Noocyada

الضمير بدل ظاهر من مضمر، وقيل: في محل نصب بدل من ﴿ما﴾ والأول أولى لقربه، وجوز أن يكون المصدر في محل رفع خبر لمبتدإ محذوف، التقدير: هو الوصل: وقيل: مفعول لأجله على حذف المضاف، التقدير: كراهة أن يوصل، أو التقدير: لئلا يوصل: ومثل ذلك قول عمرو بن كلثوم في معلقته المشهورة رقم [٩٧] وهو الشاهد رقم [٤٨] من كتابنا: «فتح القريب المجيب»: [الوافر] نزلتم منزل الأضياف منّا... فعجّلنا القرى أن تشتمونا وجملة: (﴿يَقْطَعُونَ..﴾.) إلخ معطوفة على ما قبلها لا محل لها مثلها، وجملة: (﴿يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ﴾): معطوفة أيضا. ﴿أُولئِكَ:﴾ اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ، والكاف حرف خطاب لا محل له. ﴿هُمُ:﴾ ضمير فصل لا محل له. ﴿الْخاسِرُونَ:﴾ خبر المبتدأ مرفوع... إلخ، هذا ويجوز اعتبار الضمير مبتدأ ثانيا، و﴿الْخاسِرُونَ﴾ خبره، والجملة الاسمية هذه في محل رفع المبتدأ الأول، وعلى الوجهين فالجملة مستأنفة لا محل لها. ﴿كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللهِ وَكُنْتُمْ أَمْواتًا فَأَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٢٨)﴾ الشرح: ﴿كَيْفَ:﴾ اسم استفهام المراد به التعجب من كفرهم، وذلك من قبل العباد، والمراد به التوبيخ والتقريع من جهة الله تعالى، ولذلك أتبعه بالبرهان القاطع على سفاهتهم؛ حيث كفروا به، وعبدوا من لا يستحق العبادة ﴿وَكُنْتُمْ أَمْواتًا..﴾. إلخ: قال القرطبي-رحمه الله تعالى-: واختلف أهل التأويل في ترتيب هاتين الموتتين، والحياتين، وكم من موتة وحياة للإنسان؟ فقال ابن عباس، وابن مسعود-﵃: أي: كنتم أمواتا معدومين قبل أن تخلقوا، فأحياكم؛ أي: خلقكم، ثم يميتكم عند انقضاء آجالكم، ثم يحييكم يوم القيامة. قال ابن عطية: وهذا القول هو المراد بالآية، وهو الذي لا محيد للكفار عنه لإقرارهم بهما، وإذا أذعنت نفوس الكفار لكونهم أمواتا معدومين، ثمّ للإحياء في الدنيا، ثم للإماتة فيها؛ قوي عليهم لزوم الإحياء الآخر، وجاء جحدهم له لا حجّة عليها. وقيل: كنتم أمواتا؛ أي نطفا في أصلاب الرجال، وأرحام النّساء، ثم نقلكم من الأرحام، فأحياكم، ثم يميتكم من هذه الحياة، ثمّ يحييكم في القبر للمسألة، ثم يميتكم في القبر، ثم يحييكم حياة النشر إلى الحشر، وهي الحياة التي ليس بعدها موت، فعلى هذا التأويل هي ثلاث موتات، وثلاث إحياءات، انتهى. هذا؛ وقال تعالى في سورة (غافر) رقم [١١]: ﴿قالُوا رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ..﴾. إلخ، انظر شرحها هناك، وقال تعالى في سورة الجاثية رقم [٢٦]: ﴿قُلِ اللهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ﴾.

1 / 89