123

Tafsir Al-Quran Al-Azim - Juz' Amma

تفسير القرآن العظيم - جزء عم

Daabacaha

دار القاسم للنشر

Daabacaad

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

Goobta Daabacaadda

المملكة العربية السعودية

Noocyada

للإنسان وتشريفًا له لما أودعه من عجائبه وآياته الدالة على ربوبيته وقدرته وعلمه وحكمته وكمال رحمته، وأنه لا إله غيره ولا رب سواه.
﴿مِنْ عَلَقٍ﴾ اسم جمع علقة، كشجر اسم جمع شجرة، والعلق: عبارة عن دم جامد معلق في رحم المرأة، وهذا هو المنشأ الذي به الحياة يبدأ نطفة ثم يحول بقدرة الله إلى علقة.
﴿اقْرَا وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ﴾ أي: من كرمه وجوده وإحسانه أن يمكنك من القراءة وأنت أمي، وقد دل على كمال كرمه أنه علم العباد ما لم يعلموا.
﴿الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ﴾ لأن التعليم بالقلم أكثر ما يعتمد الشرع، وهو الأكثر نفعًا والأطول بقاء، فما دونت العلوم، ولا قيدت الحكم، ولا ضبطت أخبار الأولين، ولا كتب الله المنزلة إلا بالكتابة.
﴿عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾ أي: علمه بالقلم من الأمور ما لم يعلم منها، فدل على كمال كرمه، بأنه علم عباده ما لم يعلموا، ونقلهم من ظلمة الجهل إلى نور العلم.
﴿كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى * إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى * أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى * عَبْدًا إِذَا صَلَّى * أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى * أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى * أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى * أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرَى * كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ * نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ * فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ * سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ * كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ﴾.
﴿كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى﴾.
﴿كَلَّا﴾ بمعنى حقًا.
﴿كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى﴾ كل إنسان من بني آدم إذا رأى نفسه استغنى، فإنه يطغى ويتكبر ويتمرد، من الطغيان وهو مجاوزة الحد.

1 / 132