438

Tafsir al-Nasafi

تفسير النسفي

Tifaftire

يوسف علي بديوي

Daabacaha

دار الكلم الطيب

Daabacaad

الأولى

Sanadka Daabacaadda

1419 AH

Goobta Daabacaadda

بيروت

Noocyada

Fasiraadda
قال فزادتهم رجسًا إلى رجسهم ﴿وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ العداوة والبغضآء إلى يَوْمِ القيامة﴾ فكلمتهم أبدا مختلفة وقلوبهم شتى لا يقع بينهم اتفاق ولا تعاضد ﴿كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا الله﴾ كلما أرادوا محاربة أحد غلبوا وقهروا لم يقم لهم نصر من الله على أحد قط وقد أتاهم الإسلام وهم في ملك المجوس وقيل كلما حاربوا رسول الله ﷺ نصر عليهم عن قتادة لا تلقي يهوديًا فى بلدا إلا وقد وجدته من أذل الناس ﴿وَيَسْعَوْنَ فِي الأرض فَسَادًا﴾ ويجتهدون في دفع الإسلام ومحو ذكر النبي ﵇ من كتبهم ﴿والله لاَ يُحِبُّ المفسدين﴾
وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (٦٥)
﴿ولو أن أهل الكتاب آمنوا﴾
برسول الله ﵇ وبما جاء به مع ما عددنا من سيئآتهم ﴿واتقوا﴾ أي وقرنوا إيمانهم بالتقوى ﴿لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سيئاتهم﴾ ولم نؤاخذهم بها ﴿ولأدخلناهم جنات النعيم﴾ مع المسلمين
وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ (٦٦)
﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التوراة والإنجيل﴾ أي أقاموا أحكامهما وحدودهما وما فيهما من نعت رسول الله ﷺ ﴿وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِمْ مّن رَّبِّهِمْ﴾ من سائر كتب الله لأنهم مكلفون الإيمان بجميعها فكأنها أنزلت إليهم وقيل هو القرآن ﴿لأَكَلُواْ مِن فوقهم﴾ يعنى الثمار من فوق رءوسهم ﴿وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم﴾ يعني الزروع وهذه عبارة عن التوسعة كقولهم فلان في النعمة من فرقه إلى قدمه ودلت الآية على أن العمل يطاعة الله تعالى سبب لسعة الرزق وهو كقوله تعالى ﴿ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بركات مِّنَ السماء والأرض﴾ ﴿وَمَن يَتَّقِ الله يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ من حيث لا يحتسب﴾ ﴿فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا﴾ الآيات

1 / 460