Tafsir al-Nasafi
تفسير النسفي
Tifaftire
يوسف علي بديوي
Daabacaha
دار الكلم الطيب
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
1419 AH
Goobta Daabacaadda
بيروت
Noocyada
Fasiraadda
بمبشرين ومنذرين والمعنى أن إرسالهم إزاحة للعلة وتتميم لإلزام الحجة لئلا يقولوا لولا أرسلت إلينا رسولًا فيوقظنا من سنة الغفلة وينبهنا بما وجب الانتباه له ويعلمنا ما سبيل معرفته السمع كالعبادات والشرائع أعني في حق مقاديرها وأوقاتها وكيفياتها دون أصولها فإنها مما يعرف بالفعل ﴿وَكَانَ الله عَزِيزًا﴾ في العقاب على الإنكار ﴿حَكِيمًا﴾ في بعث الرسل للإنذار
لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (١٦٦)
ولما نزل إنا أوحينا إليك قالوا ما نشهدلك بهذا فنزل ﴿لكن الله يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ﴾ ومعنى شهادة الله بما أنزل إليه اثباته لصحته باظهار المعجزات كما يثبت الدعاوى بالبينات إذا لحيكم لا يؤيد الكاذب بالمعجزة ﴿أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ﴾ أي أنزله وهو عالم بأنك أهل لانزاله إليه وأنك مبلغه أو أنزله بما علم من مصالح العباد وفيه نفي قول المعتزلة في انكار الصفات فانه أثبت لنفسه العلم ﴿والملائكة يَشْهَدُونَ﴾ لك بالنبوة ﴿وكفى بالله شَهِيدًا﴾ شاهدًا وإن لم يشهد غيره
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلَالًا بَعِيدًا (١٦٧)
﴿إن الذين كفروا﴾ بتكذيب محمد ﷺ وهم اليهود ﴿وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ الله﴾ ومنعوا الناس عن سبيل الحق بقولهم للعرب إنا
النساء (١٦٧ - ١٧٠)
لا نجده في كتابنا ﴿قَدْ ضَلُّواْ ضلالا بَعِيدًا﴾ عن الرشد
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا (١٦٨)
﴿إن الذين كفروا﴾ بالله ﴿وظلموا﴾ محمد ﵇ بتغيير نعته وإنكار نبوته ﴿لَّمْ يَكُنْ الله لِيَغْفِرَ لَهُمْ﴾ ما داموا على الكفر ﴿وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا﴾
إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (١٦٩)
﴿إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ خالدين فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذلك عَلَى الله يَسِيرًا﴾ وكان تخليدهم في جهنم سهلا عليه والتقدير يعاقبهم خالدين
1 / 417