389

Tafsir al-Nasafi

تفسير النسفي

Tifaftire

يوسف علي بديوي

Daabacaha

دار الكلم الطيب

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

1419 AH

Goobta Daabacaadda

بيروت

Noocyada

Fasiraadda
وجمعهما ﴿أُوْلَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ﴾ وبالياء حفص ﴿أُجُورَهُمْ﴾ أي الثواب الموعود لهم ﴿وَكَانَ الله غَفُورًا﴾ يستر السيئات ﴿رحيما﴾ يقبل الحسنات الآية تدل على بطلان قول المعتزلة في تخليد المرتكب الكبيرة لأنه أخبر أن من آمن بالله ورسله ولم يفرق بين أحد منهم يؤتيه أجره ومرتكب الكبيرة ممن آمن بالله ورسله ولم يفرق بين أحد فيدخل تحت الوعد وعلى بطلان قول من لا يقول بقدم صفات الفعل من المغفرة والرحمة لأنه قال وكان الله غفورًا رحيمًا وهم يقولون ما كان الله غفورًا رحيمًا في الأزل ثم صار غفورًا رحيمًا
يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَنْ ذَلِكَ وَآتَيْنَا مُوسَى سُلْطَانًا مُبِينًا (١٥٣)
ولما قال فنحاص وأصحابه للنبى ﷺ إن كنت نبيًا صادقًا فأتنا بكتاب من السماء جملة كما أتى به موسى ﵇ نزل ﴿يسألك أَهْلِ الكتاب أن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ﴾ وبالتخفيف مكي وأبو عمرو ﴿كتابا مّنَ السماء﴾ أي جملة كما نزلت التوراة جملة وإنما اقترحوا ذلك على سبيل التعنت وقال الحسن ولو سألوه مسترشدين لأعطاهم لأن إنزال القرآن جملة ممكن ﴿فَقَدْ سَأَلُواْ موسى أَكْبَرَ مِن ذلك﴾ هذا جواب شرط مقدر معناه أن
النساء (١٣٥ - ١٥٦)
استكبرت ما سألوه منك فقد سألوا موسى أكبر من ذلك وإنما أسند السؤال إليهم وقد وجد من آبائهم في أيام موسى ﵇ وهم النقباء السبعون لأنهم كانوا على مذهبهم وراضين بسؤالهم ﴿فَقَالُواْ أَرِنَا الله جَهْرَةً﴾ عيانًا أي أرنا نره جهرة ﴿فَأَخَذَتْهُمُ الصاعقة﴾ العذاب الهائل أو النار المحرقة ﴿بِظُلْمِهِمْ﴾ على أنفسهم بسؤال شيء في غير موضعه أو بالتحكم على نبيهم في الآيات وتعنتهم فى سؤل الرؤية لا بسؤال الرؤية لأنها ممكنة كما نزل القرآن جملة

1 / 411