Tafsir al-Nasafi
تفسير النسفي
Tifaftire
يوسف علي بديوي
Daabacaha
دار الكلم الطيب
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
1419 AH
Goobta Daabacaadda
بيروت
Noocyada
Fasiraadda
إذا قوي أمر الإسلام ﴿وكفى بالله وَكِيلًا﴾ كافيًا لمن توكل عليه
أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (٨٢)
﴿أفلا يتدبرون القرآن﴾ أفلا يتأملون معانيه ومبانيه والتدبر التأمل والنظر فى أدبار الأمور وما يؤل إليه في عاقبته ثم استعمل في كل تأمل والتفكر تصرف القلب بالنظر في الدلائل وهذا يرد قول من زعم من الروافض أن القرآن لا يفهم معناه إلا بتفسير الرسول ﷺ والإمام المعصوم ويدل على صحة القياس وعلى بطلان التقليد ﴿وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ الله﴾ كما زعم الكفار ﴿لَوَجَدُواْ فِيهِ اختلافا كَثِيرًا﴾ أي تناقضًا من حيث التوحيد والتشريك والتحليل والتحريم أو تفاوتًا من حيث البلاغة فكان بعضه بالغًا حد الإعجاز وبعضه قاصرًا عنه يمكن معارضته أو من حيث المعاني فكان بعضه إخبارًا بغيب قد وافق المخبر عنه وبعضه إخبار مخالفًا للمخبر عنه وبعضه دالًا على معنى صحيح عند علماء المعاني وبعضه دالًا على معنى فاسد غير ملتئم وأما تعلق الملحدة بآيات يدعون فيها اختلافًا كثيرًا من نحو قوله فإذا هى ثعبان مبين كانها جان فوربك لنسألنهم أجمعين فيؤمئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان فقد تفضى عنها أهل الحق وستجدها مشروحة في كتابنا هذا في مظانها إن شاء الله تعالى
وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا (٨٣)
﴿وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مّنَ الأمن أَوِ الخوف﴾ هم ناس من ضعفة المسلمين الذين لم يكن فيهم خبرة بالأحوال أو المنافقون كانوا إذا بلغهم خبر من سرايا رسول الله ﷺ من أمن وسلامة أو خوف وخلل ﴿أَذَاعُواْ بِهِ﴾ أفشوه وكانت إذاعتهم مفسدة يقال أذاع السر وأذاع به والضمير يعود إلى الأمر أو إلى الأمن أو الخوف لأن أو تقتضي أحدهما ﴿وَلَوْ رَدُّوهُ﴾ أي ذلك الخبر ﴿إِلَى الرسول﴾ أى رسول الله ﷺ ﴿وإلى أُوْلِى الأمر مِنْهُمْ﴾ يعني كبراء الصحابة البصراء بالأنور أو الذين كانوا يؤمِّرون منهم ﴿لَعَلِمَهُ﴾
1 / 378