Tafsir al-Nasafi
تفسير النسفي
Baare
يوسف علي بديوي
Daabacaha
دار الكلم الطيب
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
1419 AH
Goobta Daabacaadda
بيروت
Noocyada
Fasiraadda
وهو ما كان طويلا فينانا لا جوب فيه ودائما لا ننسخه الشمس وسجسجا لا حرفيه ولا برد وليس ذلك إلا ظل الجنة
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (٥٨)
ثم خاطب الولاة بأداء الأمانات والحكم بالعدل بقوله ﴿إِنَّ الله يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأمانات إِلَى أَهْلِهَا﴾ وقيل قد دخل في هذا الأمر أداء الفرائض التي هي أمانة الله تعالى التي حملها الإنسان وحفظ الحواس التي هي ودائع الله تعالى ﴿وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ الناس﴾ قضيتم ﴿أَن تَحْكُمُواْ بالعدل﴾ بالسوية والإنصاف وقيل إن عثمان بن طلحة بن عبد الدار كان سادن الكعبة وقد أخذ رسول الله ﷺ منه مفتاح الكعبة فلما نزلت الآية أمر عليا رضى الله عنه بأن يرده إليه وقال رسول الله ﷺ لقد أنزل الله في شأنك قرآنًا وقرأ عليه الآية فأسلم عثمان فهبط جبريل ﵇ وأخبر رسول الله ﷺ أن السدانة في أولاد عثمان أبدًا ﴿إِنَّ الله نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ﴾ ما نكرة منصوبة موصوفة ببعظكم به كأنه قيل نعم شيئًا يعظكم به أو موصولة مرفوعة المحل صلتها ما بعدها أى نعم الشئ الذي يعظكم به والمخصوص بالمدح محذوف أي نعّما يعظكم به ذلك وهو المأمور به من أداء الأمانات والعدل في الحكم وبكسر النون وسكون العين مدني وأبو عمرو وبفتح النون وكسر العين شامي وحمزة وعلي ﴿إِنَّ الله كان سميعا﴾ لاقوالكم ﴿بصيرا﴾ بأعمالكم
النساء (٥٩ - ٦١)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (٥٩)
لما أمر الولاة بأداء الأمانات والحكم بالعدل أمر الناس بأن يطيعوهم بقوله ﴿يا أيها الذين آمنوا أَطِيعُواْ الله وَأَطِيعُواْ الرسول وَأُوْلِي الأمر مِنْكُمْ﴾ أي الولاة أو العلماء لأن أمرهم ينفذ على الأمراء ﴿فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِى شَيْءٍ﴾ فإن اختلفتم أنتم واولوا الأمر في شيء من أمور الدين ﴿فَرُدُّوهُ إِلَى الله والرسول﴾ أي
1 / 367