Tafsir al-Nasafi
تفسير النسفي
Baare
يوسف علي بديوي
Daabacaha
دار الكلم الطيب
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
1419 AH
Goobta Daabacaadda
بيروت
Noocyada
Fasiraadda
وكفر لا يتعديان إلا إلى واحد تقول شكر النعمة وكفرها لتضمنه معنى الحرمان كأنه قيل فلن تحرموه أي فلن تحرموا جزاءه ﴿والله عَلِيمٌ بالمتقين﴾ بشارة للمتقين بجزيل الثواب
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (١١٦)
﴿إِنَّ الذين كَفَرُواْ لَن تُغْنِىَ عَنْهُمْ أموالهم وَلاَ أولادهم مِّنَ الله شَيْئًا﴾
أي من عذاب الله ﴿وأولئك أصحاب النار هُمْ فِيهَا خالدون﴾
مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (١١٧)
﴿مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِى هذه الحياة الدنيا﴾ في المفاخر والمكارم وكسب الثناء وحسن الذكر بين الناس أو ما يتقربون به إلى الله مع كفرهم ﴿كَمَثَلِ رِيحٍ﴾ كمثل مهلك ربح وهو الحرث أو مثل إهلاك ما ينفقون كمثل إهلاك ريح ﴿فِيهَا صِرٌّ﴾ برد شديد عن ابن عباس رضى الله عنهما وهو مبتدأ وخبر في موضع جر صفة لربح مثل ﴿أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ﴾ بالكفر ﴿فَأَهْلَكَتْهُ﴾ عقوبة على كفرهم ﴿وَمَا ظَلَمَهُمُ الله﴾ بإهلاك حرثهم ﴿ولكن أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾ بارتكاب ما استحقوا به العقوبة أو يكون الضمير للمنفقين أي وما ظلمهم الله بأن لم يقبل نفقاتهم ولكنهم ظلموا أنفسهم حيث لم يأتوا بها لاثقة للقبول
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (١١٨)
ونزل نهيا للمؤمنين عن مصافاة المنافقين ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة﴾ بطانة الرجل ووليجته خصيصته وصفيه شبه ببطانة الثوب كما يقال فلان شعاري وفي الحديث الأنصار شعار والناس دثار ﴿مّن دُونِكُمْ﴾ من دون أبناء جنسكم وهم المسلمون وهو صفة لبطانة أي
1 / 285