261

Tafsir al-Nasafi

تفسير النسفي

Baare

يوسف علي بديوي

Daabacaha

دار الكلم الطيب

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

1419 AH

Goobta Daabacaadda

بيروت

Noocyada

Fasiraadda
طعن في الدين أو تهديد أو نحو ذلك ﴿وَإِن يقاتلوكم يولوكم الأدبار﴾ منهزمين ولا يضروكم يقتل أو أسر ﴿ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ﴾ ثم لا يكن لهم نصر من أحد ولا يمنعون منكم وفيه تثبيت لمن أسلم منهم لأنهم كانوا يؤذونهم بتوبيخهم وتهديدهم وهو ابتداء إخبار معطوف على جملة الشرط والجزاء وليس بمعطوف على يولوكم إذ لو كان معطوفًا عليه لقيل ثم لا ينصروا وإنما استؤنف ليؤذن أن الله لا ينصرهم قاتلوا أو لم يقاتلوا وتقدير الكلام أخبركم أنهم إن يقاتلوكم ينهزموا ثم أخبركم أنهم لا ينصرون وثم للتراخي في المرتبة لأن الإخبار بتسليط الخذلان عليهم أعظم من الإخبار بتوليتهم الأدبار
ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (١١٢) ﴿ضُرِبَتْ﴾ ألزمت ﴿عَلَيْهِمُ الذلة﴾ أي على اليهود ﴿أينما ثُقِفُواْ﴾ وجدوا ﴿إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنَ الله﴾ في محل النصب على الحال والباء متعلق بمحذوف تقديره إلا معتصمين أو متمسكين بحبل من الله ﴿وَحَبْلٍ مّنَ الناس﴾ والحبل العهد والذمة والمعنى ضربت عليهم الذلة في كل حال إلا في حال اعتصامهم بحبل الله وحبل الناس يعني ذمة الله وذمة المسلمين أي لا عز لهم قط الاهذه الواحدة وهي التجاؤهم إلى الذمة لما قبلوه من الجزية ﴿وباؤوا بِغَضَبٍ مِّنَ الله﴾ استوجبوه ﴿وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ المسكنة﴾ الفقر عقوبة لهم على قولهم إِنَّ الله فقير ونحن أغنياء أو خوف الفقر مع قيام اليسار ﴿ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله وَيَقْتُلُونَ الأنبياء بِغَيْرِ حَقٍّ﴾ ذلك إشارة إلى ما ذكر من ضرب الذلة والمسكنة والبوء بغضب الله أي ذلك كائن بسبب كفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء بغير حق ثم قال ﴿ذلك بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ﴾ أي ذلك الكفر وذلك القتل كائن بسبب عصيانهم لله واعتدائهم لحدوده

1 / 283