Tafsir Al-Haddad Mistakenly Printed as Al-Tafsir Al-Kabir by Al-Tabarani

Abu Bakr Al-Haddad d. 800 AH
93

Tafsir Al-Haddad Mistakenly Printed as Al-Tafsir Al-Kabir by Al-Tabarani

تفسير الحداد المطبوع خطأ باسم التفسير الكبير للطبراني

Baare

هشام بن عبد الكريم البدراني الموصلي

Daabacaha

دار الكتاب الثقافي الأردن

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

٢٠٠٨ م

Goobta Daabacaadda

إربد

Noocyada

آلهة؛ لاعتقادهم استحقاقها للعبادة. وقال بعضهم: هو من قولهم: أله الرجل إلى فلان يأله إلاهة؛ إذا فزع إليه من أمر نزل به؛ فآلهه أي أجاره وأمّنه. ويقال للمألوه إليه: إلها. كما قالوا للمؤتمّ به: إماما؛ فمعناه أن الخلائق يألهون ويتضرّعون إليه في الحوائج والشدائد. واختلفوا في ﴿(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)﴾ هل هي آية من الفاتحة؟ فقال قرّاء الكوفة: هي آية منها؛ وأبى ذلك أهل المدينة والبصرة. وأما قوله ﴿(الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)﴾ فهما اسمان مأخوذان من الرّحمة؛ وزنهما من الفعل نديم وندمان من المنادمة، وفعلان أبلغ من فعيل، وهو من أبنية المبالغة. ولا يكون إلا في الصفات؛ كقولك: شبعان وغضبان؛ ولهذا كان اسم (الرّحمن) مختصّا بالله لا يوصف به غيره. وأمّا اسم (الرّحيم) فمشترك. وعن عثمان ﵁ عن رسول الله ﷺ أنه قال: [الرّحمن العاطف على جميع خلقه بإدرار الرّزق عليهم] (^١) فالرحمة من الله تعالى الإنعام على المحتاج؛ ومن الآدميّين رقّة القلب؛ وإنّما جمع بين الرّحمن والرّحيم للنهاية في الرّحمة والإحسان بعد الاحتنان. وعن ابن عبّاس ﵄ أنه قال: [هما اسمان رقيقان أحدهما أرقّ من الآخر] ولو قال: لطيفان لكان أحسن (^٢).

(^١) الحديث عن عثمان بن عفان؛ حكاه القرطبي في الجامع لأحكام القرآن: ج ١ ص ١٠٧ على أنه ضعيف؛ وبلفظ قريب منه، قال: روي عن عثمان بن عفان أنه سأل رسول الله ﷺ عن تفسير بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ؟ فقال: [أمّا الباء: فبلاء الله وروحه ونضرته وبهاؤه. وأمّا السّين: فسناء الله. وأمّا الميم فملك الله. وأمّا الله: فلا إله غيره. وأمّا الرّحمن: فالعاطف على البرّ والفاجر من خلقه. وأمّا الرّحيم: فالرّفيق بالمؤمنين خاصّة]. أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات: ص ٥١: جماع أبواب ذكر الأسماء التي تتبع إثبات التدبير له دون ما سواه: بإسناده عن ابن عباس وبلفظ قريب وقال: إسناده لا يصح. (^٢) رواه البيهقي في الأسماء والصفات: ص ٥١ بإسنادين أحدهما ضعيف والآخر مقطوع. وحكاه القرطبي في الجامع لأحكام القرآن: ج ١ ص ١٠٦ معلقا. أما قوله: (لطيفان لكان أحسن) فلما جاء تفسيره كما نقله البيهقي والقرطبي عن أبي سليمان الخطابي قال: «وهذا مشكل، لأن الرقة لا مدخل لها في شيء من صفات الله تعالى».وقال البيهقي: «ومعنى الرقيق هاهنا اللطيف،-

1 / 110