172

Tafsir Al-Haddad Mistakenly Printed as Al-Tafsir Al-Kabir by Al-Tabarani

تفسير الحداد المطبوع خطأ باسم التفسير الكبير للطبراني

Tifaftire

هشام بن عبد الكريم البدراني الموصلي

Daabacaha

دار الكتاب الثقافي الأردن

Daabacaad

الأولى

Sanadka Daabacaadda

٢٠٠٨ م

Goobta Daabacaadda

إربد

Noocyada

مشكها (^١) ذهبا. وقال السديّ: (بوزنها عشر مرّات ذهبا).وقوله تعالى: ﴿فَذَبَحُوها وَما كادُوا يَفْعَلُونَ﴾ (٧١)؛أي من غلاء ثمنها. وقيل: وما كادوا يجدونها باجتماع أوصافها. وقيل: لأن كلّ واحد منهم خشي أن يكون القاتل من قبيلته.
قوله ﷿: ﴿وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادّارَأْتُمْ فِيها؛﴾ يعني: عاميل. وهذه الآية أوّل القصّة؛ ومعناها: واذكروا إذ قتلتم نفسا فادّارأتم فيها؛ أي اختلفتم فيها، كذا قال ابن عبّاس ومجاهد؛ ومنه قول النبيّ ﷺ: [كنت خير شريك لا تداري ولا تماري] (^٢).وقال الضحّاك: (﴿فَادّارَأْتُمْ فِيها﴾؛أي اختصمتم).وقال عبد العزيز بن يحيى:
(شككتم).وقال الربيع: (تدافعتم).وأصل الدّرء الدفع. يعني إلقاء ذاك على هذا؛ وهذا على ذاك يدافع كلّ واحد عن نفسه كقوله: ﴿وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ﴾ (^٣).
وقوله تعالى: ﴿وَاللهُ مُخْرِجٌ ما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ﴾ (٧٢)؛أي مظهر ما كتمتم من أمر القاتل.
قوله ﷿: ﴿فَقُلْنا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِها؛﴾ أي اضربوا المقتول ببعض البقرة؛ أي بعضو منها. واختلفوا في هذا البعض ما هو؟ فقال ابن عبّاس: (العضو الّذي يلي الغضروف وهو المقتل).وقال الضحّاك: (بلسانها).وقال سعيد بن جبير:
(معجب ذنبها؛ وهو العصعص؛ لأنّه أساس البدن الّذي ركّب عليه؛ وهو أوّل ما يخلق وآخر ما يبلى).وقال مجاهد: (بدنها).وقيل: بفخذها. وقيل: فخذها الأيمن.
وقال السديّ: (البضعة الّتي بين كتفيها).ففعلوا ذلك، فلما ضربوه قام القتيل حيّا

(^١) المشكدانة: فارسيّة معناها: موضع المسك. ولقّب بها عبد الله بن عامر المحدث لطيب ريحه وأخلاقه. القاموس المحيط: (مشكدانة).
(^٢) عن عبد الله بن السائب قال: كنت شريكا للنبي ﷺ، فلما قدمت المدينة قلت: أتعرفني؟ قال: [كنت شريكا لي، فنعم الشّريك أنت، كنت لا تماري ولا تداري].في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد: ج ٩ ص ٤٠٩؛قال الهيثمي: «رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير منصور بن أبي الأسود، وهو ثقة».وعنه قال: أتيت النبيّ ﷺ لأبايعه، فقلت: يا رسول الله أتعرفني؟ قال: [نعم، ألم تكن شريكا لي، فوجدتك خير شريك لا تداري ولا تماري].قال الهيثمي: «رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح».والحديث بلفظ قريب خرجه أبو داود وابن ماجة.
(^٣) الرعد ٢٢/.

1 / 189