167

Tafsir Al-Haddad Mistakenly Printed as Al-Tafsir Al-Kabir by Al-Tabarani

تفسير الحداد المطبوع خطأ باسم التفسير الكبير للطبراني

Tifaftire

هشام بن عبد الكريم البدراني الموصلي

Daabacaha

دار الكتاب الثقافي الأردن

Daabacaad

الأولى

Sanadka Daabacaadda

٢٠٠٨ م

Goobta Daabacaadda

إربد

Noocyada

وقرأ ابن محيصن: «(أيتّخذنا)» بالياء يعنون الله ﷿. ولا يستبعد هذا من جهلهم؛ لأنّهم هم الذين قالوا: ﴿اِجْعَلْ لَنا إِلهًا كَما لَهُمْ آلِهَةٌ﴾ (^١).وفي قوله ﷿: ﴿(هُزُوًا)﴾ ثلاث لغات: (هزوا) بالتخفيف والهمز ومثله كفوا؛ وهي قراءة الأعمش وحمزة وخلف. و«(هزؤا)» و«(كفؤّا)» مهموزان مثقّلان، وهي قراءة أبي عمرو وأهل الحجاز والشام والكسائي. وهزوا وكفوا مثقّلان بغير همز هي قراءة حفص عن عاصم، وكلها لغات صحيحة فصيحة معناها الاستهزاء.
ف: ﴿قالَ؛﴾ لهم موسى: ﴿أَعُوذُ بِاللهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ﴾ (٦٧)؛ أي أمتنع بالله أن أكون من المستهزءين بالمؤمنين.
فلمّا علم القوم أن ذبح البقرة عزم من الله، ﴿قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنا ما هِيَ،﴾ أي ما هذه البقرة؛ كبيرة أم صغيرة؟ وروي عن رسول الله ﷺ أنه قال:
[والّذي نفس محمّد بيده؛ لو أنّهم عمدوا إلى أدنى بقرة فذبحوها لأجزت، ولكن شدّدوا على أنفسهم بالمسألة فشدّد الله عليهم] (^٢).إنّما كان تشديدهم تقديرا من الله ﷿ وحكمة منه.
وكان السبب فيه: أن رجلا من بني إسرائيل كان بارّا بأبويه، وبلغ من برّه أنّ رجلا أتاه بلؤلؤة فابتاعها بخمسين ألفا، وكان فيها فضل. فقال: إن أبي نائم ومفتاح الصندوق تحت رأسه، فأمهلني حتى يستيقظ وأعطيك الثمن. قال: فأيقظه وأعطني الثمن. قال: ما كنت لأفعل، قال: أزيدك عشرة آلاف إن أيقظت أباك وعجّلت النقد.
فقال: وأنا أزيدك عشرين ألفا إن انتظرت انتباه أبي؛ ففعل ولم يوقظ الرجل أباه؛ فأعقبه الله ببرّه أباه أن جعل البقرة تلك بعينها عنده. وأمر بني إسرائيل أن يذبحوا تلك البقرة بعينها.

(^١) الأعراف ١٣٨/.
(^٢) أخرجه الطبري في جامع البيان: النص (١٠٣١ و١٠٣٢ و١٠٣٣) مرسلا. وفي الدر المنثور: ج ١ ص ١٨٩؛ قال السيوطي: «وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي هريرة: ...» ذكره، وسكت عنه.

1 / 184