120

Tafsir Al-Haddad Mistakenly Printed as Al-Tafsir Al-Kabir by Al-Tabarani

تفسير الحداد المطبوع خطأ باسم التفسير الكبير للطبراني

Tifaftire

هشام بن عبد الكريم البدراني الموصلي

Daabacaha

دار الكتاب الثقافي الأردن

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

٢٠٠٨ م

Goobta Daabacaadda

إربد

Noocyada

واستناروا بنورها واعتزّوا بعزّها، فناكحوا المسلمين ووارثوهم وقاسموهم الغنائم وأمنوا على أموالهم وأولادهم؛ فإذا ماتوا عادوا في الظّلمة والخوف وبقوا في العذاب والنّقمة).
وقوله تعالى: ﴿صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ؛﴾ أي هم صمّ عن الهدي لا يسمعون الحقّ، بكم لا يتكلمون بخير؛ عمي لا يبصرون الهدي؛ أي بقلوبهم كما قال الله تعالى: ﴿وَتَراهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ﴾ (^١).وقيل: معناه صمّ يتصامّون عن الحقّ؛ بكم يتباكمون عن قول الحقّ؛ عمي يتعامون عن النّظر إلى الحقّ؛ يعني الاعتبار.
وقرأ عبد الله: «(صمّا بكما عميا)» بالنصب على معنى وتركهم كذلك. وقيل: على الذّمّ، وقيل: على الحال. وقوله تعالى: ﴿فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ﴾ (١٨)؛أي من الضّلالة والكفر إلى الهدى والإيمان.
قوله ﷿: ﴿أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ فِيهِ ظُلُماتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ؛﴾ هذا مثل آخر ضربه الله تعالى لهم أيضا؛ معطوف على المثل الأول؛ أي مثلهم كمثل الذي استوقد نارا ومثلهم أيضا كصيّب. قال أهل المعاني: (أو) بمعنى الواو؛ يريد (وكَصَيِّبٍ) كقوله: ﴿أَوْ يَزِيدُونَ﴾ (^٢) وأنشد الفرّاء (^٣):
وقد علمت سلمى بأنّي فاجر ... لنفسي تقاها أو عليها فجورها
أي: وعليها فجورها.
ومعنى الآية: مثل المنافقين مع النبيّ ﷺ والقرآن (كصيّب) أي كمطر نزل ﴿(مِنَ السَّماءِ)﴾ ليلا على قوم في مفازة ﴿(فِيهِ ظُلُماتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ)﴾ كذلك القرآن نزل من الله، ﴿(فِيهِ ظُلُماتٌ)﴾ أي بيان الفتن وابتلاء المؤمنين بالشّدائد في الدّنيا، ﴿(وَرَعْدٌ)﴾ أي زجر وتخويف، ﴿(وَبَرْقٌ)﴾ أي تبيان وتبصرة. فجعل أصحاب المطر أصابعهم في آذانهم من الصّواعق مخافة الهلاك، كذلك المنافقون كانوا يجعلون أصابعهم في آذانهم من بيان

(^١) الأعراف ١٩٨/.
(^٢) الصافات ١٤٧/.
(^٣) في لسان العرب لابن منظور: «وقد زعمت ليلى ...» والبيت لتوبة بن الحميّر، ونقله الطبري في التفسير.

1 / 137