Tafsirka Qur'aanka

Sahl Tustari d. 283 AH
157

Tafsirka Qur'aanka

تفسير القرآن

Baare

محمد باسل عيون السود

Daabacaha

منشورات محمد علي بيضون / دارالكتب العلمية

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٣ هـ

Goobta Daabacaadda

بيروت

Noocyada

Fasiraadda
السورة التي يذكر فيها الواقعة [سورة الواقعة (٥٦): آية ٣] خافِضَةٌ رافِعَةٌ (٣) قوله تعالى: خافِضَةٌ رافِعَةٌ [٣] قال: يعني القيامة تخفض أقوامًا بالدعاوى، وترفع أقوامًا بالحقائق. [سورة الواقعة (٥٦): الآيات ٧ الى ١٠] وَكُنْتُمْ أَزْواجًا ثَلاثَةً (٧) فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ مَآ أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ (٨) وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ (٩) وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (١٠) قوله تعالى: وَكُنْتُمْ أَزْواجًا ثَلاثَةً [٧] قال: يعني فرقًا ثلاثة. فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ مَآ أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ [٨] يعني الذين يعطون الكتاب بأيمانهم. وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ [٩] يعني الذين يعطون الكتاب بشمائلهم. وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ [١٠] قال هم الذين سبق لهم من الله الاختيار والولاية قبل كونهم. الْمُقَرَّبُونَ [١١] في منازل القرب وروح الأنس، وهم الذين سبقوا في الدنيا، فسبق الأنبياء إلى الإيمان بالله، وسبق الصديقون والشهداء من الصحابة وغيرهم إلى الإيمان بالأنبياء. [سورة الواقعة (٥٦): الآيات ٣٩ الى ٤٠] ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (٣٩) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ (٤٠) قوله تعالى: ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ [١٣، ٣٩] قال: يعني فرقة من الأولين وهم أهل المعرفة. وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ [٤٠] وهم الذين آمنوا بمحمد ﷺ وبجميع الرسل والكتب. قوله تعالى: لاَ يَسْمَعُونَ فِيها لَغْوًا وَلا تَأْثِيمًا [٢٥] قال: ما ذاك بمشهد لغو ولا مكان إثم، لأنه محلٌ قُدِّس بالأنوار للمقدسين من العباد، وقد ظهر منهم وعليهم ما يصلح لذلك المقام. [سورة الواقعة (٥٦): آية ٨٣] فَلَوْلا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (٨٣) قوله تعالى: فَلَوْلا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ [٨٣] يعني نفسه بلغت الحلقوم، وهو متحير لا يدري ما يصير أمره، كما حكي عن مسروق بن الأجدع «١» أنه بكى حين حضرته الوفاة، فاشتد بكاؤه، فقيل له: ما يبكيك؟ قال: وكيف لا أبكي، وإنما هي ساعة، ثم لا أدري إلى أين يسلك بي «٢» . [سورة الواقعة (٥٦): الآيات ٨٨ الى ٩٠] فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (٨٨) فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ (٨٩) وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ (٩٠) فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ [٨٨] يعني الأنبياء والشهداء والصالحين بعضهم أفضل درجة من بعض، منازلهم في القرب على مقدار قرب قلوبهم من المعرفة بالله تعالى. فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ [٨٩] في الجنة. وقال أبو العالية «٣» في هذه الآية: لم يكن الرجل منهم يفارق الدنيا حتى يؤتى بغصن من ريحان الجنة فيشمه ثم تفيض روحه فيها «٤» . وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ [٩٠] قال: يعني الموحدين العاقبة لهم لأنهم أمناء الله قد أدوا الأمانة، يعني أمره ونهيه والتابعين بإحسان لم يحدثوا شيئًا من المعاصي والزلات، فأمنوا الخوف والهول الذي ينال. والله ﷾ أعلم.

(١) مسروق بن الأجدع بن مالك بن أمية الهمداني الوادعي الكوفي (١- ٦٣ هـ): تابعي، ثقة، من عباد أهل الكوفة. شلت يده يوم القادسية. (تهذيب التهذيب ١٠/ ١٠٠) . (٢) صفوة الصفوة ٣/ ٢٦. [.....] (٣) أبو العالية: رفيع بن مهران الرياحي البصري (... - ٩٠ هـ): أدرك الجاهلية، وأسلم بعد وفاة النبي ﷺ بسنتين. تابعي ثقة، من كبار التابعين. لم يكن أحد بعد الصحابة أعلم بالقراءة منه. (تهذيب التهذيب ٣/ ٢٤٦) . (٤) تفسير ابن كثير ٤/ ٣٢٢.

1 / 160