83

Tafsir

تفسير الهواري

Noocyada

188

قوله : { ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام } قال الحسن : هو الرجل يأكل مال الرجل ، يظلمه ويجحده ، ثم يأتي به إلى الحكام . فالحكام إنما يحكمون بالظاهر ، وإذا حكم له استحله بحكمه .

وقال الكلبي : هي اليمين الكاذبة يقطع بها الرجل مال أخيه . ذكروا عن بعض السلف أنه قال : من مشى مع خصمه وهو له ظالم ، فهو آثم حتى يرجع إلى الحق .

ذكر : بعضهم أن رسول الله A قال : « إنه قد يدلى إلي بالخصومة؛ فلعل أحد الرجلين أن يكون ألحن بحجته من صاحبه فأقضي له . فمن قضيت له من مال أخيه شيئا فإنما أقطع له قطعة من النار » .

ذكر الحسن عن رسول الله A أنه قال : « لا يحل مال امرىء مسلم إلا بطيبة نفس فلا تظلموا » .

قوله : { لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون } أنه ليس لكم بحق .

قوله : { يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج } أي : وللحج . كقوله : { وإن أردتم أن تسترضعوا أولادكم } أي : لأولادكم [ البقرة : 233 ] .

ذكر بعض المفسرين قال : ذكر لنا أنهم سألوا رسول الله A : لم خلقت هذه الأهلة؟ فأنزل الله هذه الآية : { قل هي مواقيت للناس } ؛ أي لصومهم ولإفطارهم ولحجهم ، ولعدة نسائهم ولمحل دينهم .

قوله : { وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها واتقوا الله } ولا تعصوه { لعلكم تفلحون } .

ذكر البراء بن عازب قال : كان المشركون إذا أحرموا لم يدخل أحدهم بيتا من بابه إلا أن يتسور من الحائط ، فأنزل الله هذه الآية .

وقال الحسن : كانوا في الجاهلية إذا أراد أحدهم سفرا فلم يتم له سفره ، لم يأت بيته من الباب الذي خرج منه ، ولكن يغلق الباب ، فيأتي الباب من قبل ظهره . وكانوا يتقربون بذلك ، لأنهم زعموا أن ذلك في دينهم ، وهو مما أدخل عليهم الشيطان . فأنزل الله : { ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون } .

وقال الكلبي : كانوا في الإحرام لا يدخلون البيوت من أبوابها ، إلا أن ينقب أحدهم نقبا في ظهر بيته فيدخل منه أو يخرج ، أو يتخذ سلما فيصعد فيه وينحدر ، إلا أن يكون من الحمس . والحمس قريش وكنانة وخزاعة وبنو عامر بن صعصعة الذين لا يلتقطون الأقط ولا يسلأون السمن ولا يفتلون الوبر ، ولا الشعر في أيام حجهم ، حرم عليهم عندهم في هذا ما أحل للناس ، وأحل لهم ما حرم على الناس في أشياء كانوا يفعلونها ، فنزلت هذه الآية .

وقال بعضهم : كان هذا الحي من الأنصار إذا أهل أحدهم لم يدخل بيتا ولا دارا من بابه ، إلا أن يتسور حائطا تسورا ، وأسلموا على ذلك حتى نهاهم الله .

Bogga 83