144
قوله : { قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك } أي فلنحولنك ولنصرفنك { قبلة ترضاها } أي تحبها . ولم يكن قبلة أحب إلى رسول الله A من الكعبة .
وتفسير الكلبي أن رسول الله A قال لجبريل : « وددت أن ربي صرفني عن قبلة اليهود إلى غيرها » فقال جبريل : إنما أنا عبد مثلك؛ فادع ربك واسأله . ثم ارتفع جبريل ، وجعل رسول الله A يديم النظر إلى السماء رجاء أن يأتيه جبريل بالذي سأل ، فأنزل الله : { قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها } .
قال : { فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره } أي تلقاءه .
وقال بعضهم قد نرى تقلب وجهك في السماء أي : قد نرى نظرك إلى السماء .
ذكروا عن محمد بن عبد الله بن حجش أنه قال : صليت القبلتين مع رسول الله A ، فنزلت هذه الآية ونحن في صلاة الظهر ، وقد صلينا ركعتين من الظهر فاستدرنا وإنا لفي الصلاة .
ذكروا عن مجاهد أنه قال : نزلت هذه الآية وهم في الصلاة ، فجاء الرجال مكان النساء والنساء مكان الرجال .
قوله : { وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون } . قال الحسن : يعلمون أن القبلة هي الكعبة . وقال الحسن : لم يبعث الله نبيا إلا وهو يصلي إلى الكعبة .
قوله : { ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل ءاية ما تبعوا قبلتك وما أنت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض } . قال : لما صلى رسول الله A إلى بيت المقدس قالت اليهود : إنا لنرجو أن يرجع محمد إلى ديننا كما صلى إلى قبلتنا ، فأنزل الله : { ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل ءاية ما تبعوا قبلتك وما أنت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض } . { ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذا لمن الظالمين } [ هذا الخطاب للنبي عليه السلام ولسائر أمته ] .
Bogga 64