160
قوله : { فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا } قال مجاهد : صدوا أنفسهم وصدوا غيرهم . { وأخذهم الربا وقد نهوا عنه وأكلهم أموال الناس بالباطل } وقد فسرنا ذلك في سورة آل عمران . { واعتدنا للكافرين } أي للظالمين { منهم } من لم يؤمن { عذابا أليما } أي موجعا . يعني من لم يؤمن من أهل الكتاب .
قال الكلبي : لما نزلت { فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم } قالت اليهود عند ذلك : لا والله ما حرم الله علينا حلالا قط؛ وإن كان هذا الذي حرم علينا لحراما على آدم ومن بعده إلى يومنا هذا؛ فقال من آمن منهم : كذبتم ، وقرأوا عليهم آيات من التوراة يخصمونهم بها فقال الله :
{ لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة والمؤمنون بالله واليوم الآخر أولئك سنؤتيهم أجرا عظيما } أي الجنة .
قال بعضهم : استثنى الله منهم؛ فكان منهم من يؤمن بالله وما أنزل عليهم وما أنزل على نبي الله . قال الحسن : { لكن الراسخون في العلم منهم } هذا كلام مستثنى .
Bogga 281