275
قوله : { الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس } . ذكروا عن رسول الله A أنه حدث عن ليلة أسري به فكان في حديثه أنه أتى على سابلة آل فرعون حيث ينطلق بهم إلى النار ، يعرضون عليها غدوا وعشيا؛ فإذا رأوها قالوا : ربنا لا تقومن الساعة ، مما يرون من عذاب الله . قال : فإذا أنا برجال بطونهم كالبيوت ، يقومون فيقعون لظهورهم ولبطونهم ، فيأتي عليهم آل فرعون فيثردونهم بأرجلهم ثردا . قلت : من هؤلاء يا جبريل؟ قال : هؤلاء أكلة الربا ، ثم تلا هذه الآية : { الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس } .
وقال الحسن : إن لأكلة الربا علما يعرفون به يوم القيامة أنهم أكلة الربا ، يأخذهم خبل؛ فشبه الخبل الذي يأخذهم في الآخرة بالجنون الذي يكون في الدنيا .
وقال مجاهد : { يتخبطه الشيطان من المس } ، يوم القيامة في أكل الربا في الدنيا .
{ ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا } هو الذي كانوا يعملون به في الجاهلية؛ إذا حل مال أحدهم على صاحبه قال المطلوب : إن هذا ربا قالوا ، لا ، سواء علينا زدنا في أول البيع أو عند محل الأجل . فأكذبهم الله فقال : { وأحل الله البيع وحرم الربا } .
ذكروا عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : نهى رسول الله A عن شرطين في بيع ، وعن بيع وسلف ، وعن بيع ما ليس عندك ، وربح ما لم تضمن .
ذكروا عن الحسن أنه قال : نهى رسول الله A عن بيع الغرر .
وذكروا عن الحسن أنه قال : نهى رسول الله A عن بيع البسر حتى يحمر ، وعن بيع العنب حتى يسود ، وعن بيع الحب حتى يبيض .
قوله : { فمن جآءه موعظة من ربه } يعني البيان الذي في القرآن في تحريم الربا { فانتهى فله ما سلف } أي غفر الله له ما سلف .
ذكروا عن الحسن قال : قال رسول الله A : « كل ربا في الجاهلية فهو موضوع » .
ذكروا عن عروة بن الزبير قال : قال رسول الله A : « من أسلم على شيء فهو له » .
وقال الحسن في قوله : فله ما سلف { وأمره إلى الله } : غفر له ما سلف من ذلك ، ووقع أجره على الله لقبوله الموعظة . وقال السدي : وأمره إلى الله : إن شاء عصمه من بعد ، وإن شاء لم يفعل .
قوله : { ومن عاد } أي ومن عاد فاستحل الربا بعد تحريمه { فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون } .
قوله : { يمحق الله الربا } أي : يمحقه يوم القيامة فيبسط له { ويربي الصدقات } لأهلها أي : يضاعفها .
Bogga 135