[الشورى: 52] وقيل: ضالا في شعاب مكة فرده أبو جهل إلى جده فمن الله عليه حتى رده إلى جده على يد عدوه، وقيل: بعث به جده عبد المطلب في طلب إبل فاحتبس عنه وهو صبي فدعا الله وطاف بالبيت فجاء مع الابل وقال: يا بني حزنت عليك حزنا لا تفارقني أبدا، وقيل: لما أرضعته حليمة بنت أبي ذؤيب وأرادت رده على جده جاءت به حتى قربت من مكة فضل في الطريق فطلبته وجزعت عليه وقالت: إن لم أره لأرمين بنفسي من شاهق، وجعلت تصيح وصاح الناس بصيحتها، قالت: فدخلت مكة على تلك الحال فأتيت شيخا متكئا على عصاه فسألني حالي فأخبرته، قال: لا تبكي أدلك على من يرده عليك هبل الصنم الأعظم، ودخل البيت وطاف بهبل وقبل رأسه وقال: يا سيداه رد محمدا على هذه السعدية، قالت: فتساقطت الأصنام لما تفوه بإسم محمد وسمع صوتا يقول إنما هلاكنا على يدي محمد، فخرج وأسنانه تصطك، وخرجت إلى عبد المطلب وأخبرته فطاف بالبيت ودعا فهدي بمكانه، فذهب عبد المطلب وجاء به.... في حديث طويل { ووجدك عائلا فأغنى } أي فقيرا فأغناك قيل: بمال خديجة، وقيل: بالغنائم، وقيل: بالقناعة، وبالعلم، وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
" من لم يغنه القرآن فلا أغناه الله ومن لم يستشف بالقرآن فلا شفاه الله "
{ فأما اليتيم فلا تقهر } حتى تذهب ماله، يعني لا تغلبه على ماله وحقه لضعفه، وعن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال:
" كافل اليتيم له أو لغيره أنا وهو كهاتين في الجنة "
وأشار إلى السبابة والوسطى، وعنه:
" إذا بكى اليتيم اهتز العرش "
{ وأما السائل فلا تنهر } أي من سألك شيئا من مالك أعطه الشيء أو رده بالجميل، وقال: أراد بالسائل طالب العلم وأمره بالاحسان { وأما بنعمة ربك فحدث } قيل: بنعمة ربك في الدين والدنيا فاشكره وحدث به، وقيل: حدث نفسك في كل وقت فاشكره شكرا متجددا.
[94 - سورة الشرح]
[94.1-8]
{ ألم نشرح لك صدرك } فتحه باذهاب الشواغل، وأصل الشرح الوسعة، يعني ألم نفتح ونوسع قلبك بالنبوة والعمل، وقيل: هو الألطاف التي ترد عليه من الله { ووضعنا عنك وزرك } { الذي أنقض ظهرك } قيل: دينك، وقيل: أزلنا عنك همومك التي تقلب عليك من أذى الكفار بأن نصرناك عليهم { الذي أنقض ظهرك } قيل: أثقل { ورفعنا لك ذكرك } فإني لا أذكر إلا وذكرت كقوله: لا إله إلا الله محمد رسول الله { إن مع العسر يسرا } قيل: كان المشركون يعيرون رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والمؤمنين بالفقر والضيقة فنزل: { إن مع العسر يسرا } فلا تيأس من فضل الله عز وجل، ويحتمل أن تكون الجملة تكرارا للأولى كما كرر قوله:
Bog aan la aqoon