" اياكم والدين فانه هم بالليل مذلة بالنهار "
وفي الحديث:
" رأيت على باب الجنة مكتوبا القرض بثمانية عشر والصدقة بعشر قلت: يا جبريل ما بال القرض أعظم أجرا من الصدقة؟ قال: لأن صاحب القرض لا يأتيك الا محتاجا وربما وقعت الصدقة في غير اهلها "
{ وليكتب بينكم كاتب بالعدل } يعني وليكتب كتاب المداينة والمبيع كاتب بالعدل بالحق لا يزيد فيه ولا ينقص ولا يكتب شيئا يضر بأحدهما { ولا يأب كاتب } اي لا يمتنع كاتب { أن يكتب كما علمه الله } اي مثل ما علمه الله قيل: الكتابة واجبة على الكفاية أي فرض كفاية { فليكتب وليملل الذي عليه الحق } يعني المطلوب المديون يقر على نفسه بلسانه { وليتق الله ربه } أي يتقي مخالفة امره { ولا يبخس منه شيئا } أي لا ينقص، ثم بين تعالى حال من لا يصح منه الاملاء فقال: { فإن كان الذي عليه الحق } يعني المديون { سفيها } أي جاهلا بالاملاء، وقيل: صغيرا، وقيل: عاجزا { او ضعيفا } قيل: مريضا، وقيل: شيخا خرفا { أو لا يستطيع أن يمل هو } أي لا يقدر على الاملاء بخرس او عجمه، وقيل: السفيه المجنون، والضعيف الصغير، ومن لا يستطيع الاخرس، قوله: { فليملل وليه بالعدل } أي ولي السفيه يملي بما عليه فيقوم مقامه، وقيل: ولي الحق لانه اعلم بدينه { واستشهدوا } اي واطلبوا ان يشهد لكم { شهيدان } على الدين { من رجالكم } يعني من رجال المؤمنين والحرية والبلوغ شرط مع الإسلام عند عامة العلماء وعن علي (عليه السلام): " لا تجوز شهادة العبد في شيء " قوله: { فان لم يكونا رجلين فرجل وامرتان } اي فليشهد رجلان وامرأتان { ان تضل احداهما } أي لا يهتدي بان ينسى من ضل الطريق، قوله: { فتذكر احداهما الاخرى } هو من الذكر اي تذكرها الشهادة، قوله تعالى: { ولا يأب الشهداء } أي لا يمتنعوا { اذا ما دعوا } ليقيموا الشهادة، وقيل: يستشهدوا، قوله تعالى: { ولا تسأموا } كني بالسأم عن الكسل { ان تكتبوه صغيرا او كبيرا إلى اجله } يعني على أي حال كان الحق من صغير وكبير ويجوز ان يكون الضمير للكتاب إلى اجله أي إلى اجل الدين الذي اتفق الغريمان على تسميته { ذلكم } اشارة إلى ان تكتبوه { أقسط } واعدل { وأقوم للشهادة } اي اعون على اقامة الشهادة، قوله: { وأدنى ألا ترتابوا } أي واقرب الا تشكوا، قوله: { الا ان تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم } تعاطيكم اياها يدا بيد، قوله تعالى: { فليس عليكم جناح الا تكتبوها } يعني فلا بأس الا تكتبوها لانه لا يتوهم فيه مما يتوهم في الدين، قوله تعالى: { وأشهدوا إذا تبايعتم } امروا بالاشهاد على السامع مطلقا لأنه احوط، وعن الحسن: ان شاء اشهد وان شاء لم يشهد، قوله تعالى: { ولا يضار كاتب ولا شهيد } المعنى نهى الكاتب والشاهد عن التحريف والزيادة والنقصان { وان تفعلوا } أي وان تضاروا فإن الضرر { فسوق بكم } ، { وان كنتم على سفر } اي مسافرين { ولم تجدوا كاتبا } يكتب الكتاب والشهود { فرهان مقبوضة } فالوثيقة هو ان يأخذ ممن داينه رهنا مقبوضا { فان أمن بعضكم بعضا } يعني الذي له الحق يأتمن من عليه الدين فلا يرتهن ولا يكتب ولا يشهد { فليؤد } خطاب للمديون يعني فليؤد المؤتمن أمانته، وقيل: خطاب للمرتهن يؤدي الرهن عند ان يستوفي حقه لأنه أمانة والأول الوجه { وليتق الله ربه } يعني يتقي مخالفة امره { ولا تكتموا الشهادة } خطاب يعود الى الشهود والمعنى لا تكتموا الشهادة اذا طلبتم اقامتها { فإنه آثم قلبه } يعني فاجر عاصي وانما قال قلبه لان القلب رئيس الاعضاء وهو المضغة التي ان صلحت صلح البدن الجسد وان فسدت فسد، وعن ابن عباس (رضي الله عنه): اكبر الكبائر الاشراك بالله وشهادة الزور وكتمان الشهادة.
[2.284-286]
{ لله ما في السموات وما في الأرض } اختلفوا في الآية فالذي رواه ابن عباس أنها منسوخة،
" وروي انها لما نزلت جاء عدة من الصحابة وقالوا: يا رسول الله ما نزلت آية اشد علينا من هذه الآية وان احدنا يحدث نفسه بما لا يفعله فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " فهكذا نزلت " قالوا: هلكنا يا نبي الله "
، وروي انهم لما قالوا هلكنا قال:
" فتقولوا كما قال بنو اسرائيل سمعنا وعصينا او تقولوا سمعنا وأطعنا "
ومكثوا حولا نزل قوله تعالى: { لا يكلف الله نفسا الا وسعها } فنسخت ما قبلها واما الذي اشار اليه في الكشاف وهو الذي صححه الحاكم ان الآية محكمة قال: والوجه في ذلك ان الله تعالى يؤاخذ بأفعال القلوب التي تجرد العزم عليها والله أعلم { فيغفر لمن يشاء } لمن استوجب المغفرة بالتوبة { ويعذب من يشاء } من استوجب العقوبة بالاصرار، وروي انها لما انزلت { آمن الرسول } الخ قال (صلى الله عليه وآله وسلم):
Bog aan la aqoon