ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم
[المائدة: 66] وقال:
ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض
[الأعراف: 96] وقال:
استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا
[النوح: 10-11] وقال تعالى:
وألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا
[الجن: 16] { ونحشره يوم القيامة أعمى } ، قيل: عمي البصر { قال رب لم حشرتني أعمى } هو سؤال استفهام أي لأي ذنب، وقيل: تضرع، وقيل: كنت بصيرا بعينين، وقيل: كنت بصيرا بحجتي عند نفسي { كذلك أتتك آياتنا } حجتنا { فنسيتها وكذلك اليوم تنسى } أي كما أتتك آياتي فأعرضت عنها كذلك اليوم تترك، قال جار الله: كذلك أتتك آياتنا فلم تنظر إليها بعين المعتنين ولم تبصر وتركتها وعميت عنها فكذلك اليوم تترك ولا يزال غطاك عينك، قال جار الله: ختم آيات الوعيد بقوله: { ولعذاب الآخرة أشد وأبقى } كأنه قال: وللحشر على الأعمال الذي لا يزول أشد من ضيق العيش المبقى، وأراد لتركنا إياه في العمى أشد وأبقى من تركه آياتنا، قوله تعالى: { وكذلك نجزي } نعاقب { من } أسرف بالمعاصي { ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد } من عذاب الدنيا { وأبقى } أي أدوم { أفلم يهد لهم كم أهلكنا قبلهم من القرون } الأمم الماضية { يمشون في } ديارهم، قيل: كانت قريش تتجر إلى الشام فتمر بديار عاد وثمود وترى مساكنهم خالية، وقيل: { مساكنهم } قبورهم لأنها مساكن الموتى يعني لم يكن هاديا لهم، ودلائل وكم أهلكنا { إن في ذلك } أي في الهلاك للأمم { لآيات } لعبرة { لأولي النهى } لذوي العقول الذين تدبروا في أحوالهم وما كانوا فيه من نعم الدنيا وعظم الشأن.
[20.129-135]
{ ولولا كلمة سبقت من ربك } الكلمة وعد الله بتأخير العذاب ولولا هذه العدة لكان مثل عاد وثمود { وأجل مسمى } ، قيل: في الآية تقديم وتأخير تقديره لولا كلمة سبقت وأجل مسمى لكان العذاب لازما، قيل: الأجل المسمى قيام الساعة، وقيل: الأجل الذي كتب الله تعالى لكل أحد، ثم أمره سبحانه بالصبر فقال تعالى: { واصبر على ما يقولون } من التكذيب والأذى، يعني اصبر حتى يأتيك النصر، فهو وعيد لهم ووعد للمؤمنين وتسلية { وسبح بحمد ربك } ، قيل: سبح في هذه الأوقات واحمده، وقيل صل في هذه الأوقات، وقيل: أراد { قبل طلوع الشمس } أراد صلاة الفجر { وقبل غروبها } صلاة العصر { ومن آناء الليل } صلاة المغرب والعشاء { وأطراف النهار } صلاة الظهر، وقيل: أطراف النهار الظهر والمغرب، وقيل: قبل طلوع الشمس: الفجر، وقبل غروبها: الظهر والعصر، ومن اناء الليل: المغرب والعشاء، وأطراف النهار: صلاة التطوع، ومن حمل الآية على التسبيح قال: أراد المداومة عليها في عموم الأوقات وهو الظاهر قال جار الله: اناء الليل في أناء الليل صلاة العتمة وفي أطراف النهار صلاة المغرب وصلاة الفجر على التكرار { لعلك ترضى } بما يعطيك الله، قال جار الله: لعل للمخاطب أي اذكر الله في هذه الأوقات طمعا ورجاء أن تنال ما به عند الله برضى نفسك ويسر قلبك، وقرئ ترضيا أي يرضيك ربك { ولا تمدن عينيك } ومد النظر تطويله، ولا يكاد يرده استحسانا للمنظور إليه وإعجابا به وتمنيا أن يكون له كما فعل نظاره قارون حين قالوا:
Bog aan la aqoon