، وقال (صلى الله عليه وآله وسلم):
" إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا له بالايمان "
، وعن أنس: من أسرج في مسجد سراجا لم تزل الملائكة وحملة العرش يستغفرون له ما دام في المسجد ضوؤه { فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين } وعسى من الله واجب فتقديره: فهم المهتدون { أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام } ، روي أن المشركين قالوا لليهود: ونحن سقاة الحاج وعمار المسجد الحرام، أفنحن أفضل أم محمد وأصحابه؟ فقالت اليهود: أنتم أفضل، فنزلت الآية، وقوله: { كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهدوا في سبيل الله } الآية نزلت في علي بن أبي طالب (عليه السلام) { الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم } الآية يعني: { أعظم درجة } من أهل السقاية والعمارة { وأولئك هم الفائزون } لا أنتم والمختصون بالفوز دونكم، وقيل: نزلت في علي (عليه السلام) والعباس وطلحة بن شيبة تفاخروا، فقال طلحة: أنا صاحب البيت، وقال العباس: أنا صاحب السقاية، وقال علي (عليه السلام): " لقد صليت إلى القبلة قبل الناس وأنا صاحب الجهاد " ، فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية المتقدمة من قوله تعالى: { أجعلتم سقاية الحاج } ، وقيل: لما نزلت الآية قال العباس: إذا نرفضها يا رسول الله؟ فقال: " أقيموها فإن لكم فيها خيرا " يعني ثوابا { يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء ان استحبوا الكفر على الايمان } ، قيل: أراد الموالاة في الدين { ومن يتولهم منكم } فيطلعهم على سرائر المسلمين وترك طاعة الله تعالى { فأولئك هم الظالمون } { قل } ، يا محمد { إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم } بالنسب { وأزواجكم وعشيرتكم } أقاربكم { وأموال اقترفتموها } اكتسبتموها، وعن ابن عباس: الآية في المهاجرين خاصة كان قبل فتح مكة، من آمن لم يقبل إيمانه إلا بأن يهاجر ويصارم أقاربه الكفرة ويقطع موالاتهم، وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
" لا يطعم أحدكم طعم الايمان حتى يحب في الله أبعد الناس ويبغض في الله أقرب الناس إليه "
{ ومساكن ترضونها } فتسكنونها، وقيل: هي القصور { أحب إليكم من الله } من الجهاد والهجرة { فتربصوا } انتظروا، وفيه وعيد وزجر عظيم { حتى يأتي الله بأمره } ، قيل: العذاب أما معجلا وأما مؤجلا، وقيل: بقضائه، وقيل: بالموت، وعن ابن عباس: هو فتح مكة، وعن الحسن: عقوبة عاجلة، وهذه آية شديدة لا أشد منها ثم عقب تعالى بعد ذلك في قصة حنين.
[9.25-27]
{ لقد نصركم الله في مواطن كثيرة } في مواضع قتالكم التي أقمتم فيها القتال، وروي أن تلك المواطن ثمانون موطنا { ويوم حنين } وهو واد بين مكة والطائف { إذ أعجبتكم كثرتكم } وهم اثني عشر ألفا الذين حضروا فتح مكة، فلما التقوا قال رجل من المسلمين: لم نغلب اليوم من قلة، فسار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقيل: الذي قال ذلك أبو بكر فأدركت المسلمين كلمة الاعجاب بالكثرة، وزال عنهم أن الله هو الناصر لا كثرة الجنود فانهزموا حتى بلغ أولهم مكة، وبقي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وحده ثابتا في مركزه لا يتحلحل، ليس معه إلا عمه العباس أخذ بلجام دابته وأبو سفيان وأمير المؤمنين علي (عليه السلام) يقاتل القوم، وناهيك بهذه الواحدة شهادة صدقت على شجاعته (عليه السلام) { وضاقت عليكم الأرض بما رحبت } أي بما اتسعت، وقيل: هو مثل لمن بلغت الغاية في الحرب والخوف { ثم وليتم مدبرين } أي انصرفتم هاربين { ثم أنزل الله سكينته } ، قيل: رحمته التي تسكن اليها النفوس، وقيل: السكينة الوقار { على رسوله } (صلى الله عليه وآله وسلم) { وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها } يعني بهم الملائكة، وكانوا خمسة آلاف، وقيل: ثمانية آلاف، وقيل: ستة عشر ألفا، وقيل: لم يقاتلوا يوم حنين وإنما قاتلوا يوم بدر { وعذب الذين كفروا } بالقتل والأسر وسبي النساء والذراري، روي أنه سبي منهم يومئذ ستة آلاف نفس وأخذوا من الابل والغنم ما لا يحصى { ثم يتوب الله من بعد ذلك على من يشاء } أي يسلم بعد ذلك ناس منهم، وروي أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فتح مكة في شهر رمضان وخرج متوجها إلى حنين لقتال هوازن وغطفان وثقيف، وقد اجتمعوا لقتال المسلمين وتوجهوا ومعهم أموالهم ونساءهم وذراريهم، وفيهم دريد بن الصمة شيخ كبير،
" وروي أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لما بقي انهزموا وبقي معه جماعة منهم العباس وهو ينادي: " يا معاشر المهاجرين والأنصار، يا معاشر أصحاب الشجرة، يا معاشر سورة البقرة " ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يركض بغلته على العدو، وأبو سفيان بن الحرث آخذ بالركاب، والعباس باللجام، وهو يقول (صلى الله عليه وآله وسلم):
*أنا النبي لا كذب * أنا ابن عبد المطلب*
وأمير المؤمنين (عليه السلام) يكر على الناس وهو يقول:
Bog aan la aqoon