86

Tafsirka Raghib Isbahani

تفسير الراغب الأصفهاني

Baare

د. هند بنت محمد بن زاهد سردار

Daabacaha

كلية الدعوة وأصول الدين

Goobta Daabacaadda

جامعة أم القرى

هذا يرجع قوله تعالى: ﴿أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ﴾ إلى الصنف الأول، ﴿وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ إلى الصنف الثاني، قوله تعالى: ﴿أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ (٥) قد تقدم القول في ذكر الهداية بما أغنى عن الإعادة. فأما " الفلح " فأصله: الشق ومنه قيل: " الحديد بالحديد يفلح " وسمى " الأكار " فلاحًا، اعتبارًا بمبدأ فعله، وهو شق الأرض، ومن قال: يسمى " المكارى " فلاحًا لقول الشاعر " وفلاح يسوق لها حمارًا " فهذا سوء نظر منه، فإنه أراد أكارًا يسوق حمارًا، فكما أنه لو قال: أكارًا يسوق حمارًا، لم يكن يجب أن يقال: الاكار: هو المكاري، كذلك هذا. وسمي " الظفر " فلاحًا اعتبارًا بكشف الكربة. ثم " الفلاح " تارة يعتبر بأعراض الدنيا، فيقال: أفلح فلان: إذا ظفر بما يريده. وقول من قال: الفلاح: البقاء، لقول الشاعر: وترجو والفلاح بعد عاد وحميرا فإنما عني الفرج. والبقاء: بعض الفرج. فإذا ذلك عام موضوع موضع خاص. وقد استعمل " الفلاح " في الآية لما هو في الحقيقة ظفر وفرج، كما قال ﵇: " لا عيش إلا عيش الآخرة " وهو قوله تعالى: ﴿وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ﴾.

1 / 86