122

Tafsirka

تفسير القرآن العظيم المنسوب للإمام الطبراني

Noocyada

Fasiraadda

[129]

قوله تعالى : { ربنا وابعث فيهم رسولا منهم } ؛ أي وابعث في ذريتنا الأمة المسلمة ؛ أي ذرية إبراهيم وإسماعيل من أهل مكة ، { رسولا منهم } أي من أهل نسبهم ، { يتلوا عليهم آياتك } ؛ أي يقرأ عليهم كتابك ، { ويعلمهم الكتاب } ؛ الذي ينزل عليه ومعانيه ، { والحكمة } ؛ أي فقه الحلال والحرام. وقال مجاهد : (فهم القرآن). وقال مقاتل : (هي مواعظ القرآن وبيان الحلال والحرام). وقال ابن قتيبة : (هي العلم والعمل ، ولا يسمى الرجل حكيما حتى يجمعهما). وقال بعضهم : كل حكمة وعظتك أو زجرتك أو دعتك إلى مكرمة أو نهتك عن قبيح فهي حكمة ؛ وقيل : الحكمة وضع الأشياء في مواضعها. وقيل : هي السنة البينة.

قوله تعالى : { ويزكيهم } ؛ أي يطهرهم من الكفر والفواحش والدنس والذنوب. وقيل : يصلحهم بأخذ زكاة أموالهم. وقال ابن كيسان : (أن يشهد لهم يوم القيامة بالعدالة إذا شهدوا للأنبياء بالبلاغ). قوله تعالى : { إنك أنت العزيز الحكيم } ؛ العزيز : هو المنيع الذي لا يغلبه شيء. والحكيم : الذي يحكم ما يريد.

وقال ابن عباس : (العزيز : الذي لا يوجد مثله) دليله قوله : { ليس كمثله شيء }[الشورى : 11]. وقال الكلبي : (العزيز : المنتقم ممن أساء) دليله قوله تعالى : { والله عزيز ذو انتقام }[آل عمران : 4]. وقال الكسائي : (العزيز : الغالب) دليله قوله : { وعزني في الخطاب }[ص : 23] أي غلبي. وقال ابن كيسان : (العزيز : الذي لا يعجزه شيء). وقال المفضل : (العزيز : الممتنع الذي لا تناله الأيدي ؛ ولا يرد له أمر ؛ ولا غالب له فيما أراد). وقيل : العزيز : هو القوي ذو القدرة ؛ دليله قوله : { فعززنا بثالث }[يس : 14] أي قوينا. وأصل العزة في اللغة : الشدة ؛ يقال : عز علي كذا ؛ إذا شق. والمراد بالرسول في هذه الآية محمد صلى الله عليه وسلم. وبالكتاب القرآن.

روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أنا إنما دعوة أبي إبراهيم ، وبشرى أخي عيسى " يعني قوله تعالى : { ربنا وابعث فيهم رسولا منهم } وقوله : { ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد }[الصف : 6] فاستجاب الله دعاء إبراهيم عليه السلام وبعث فيهم محمدا سيد الأنبياء ؛ لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني عبد الله وخاتم النبيين وإن آدم لمنجدل في طينته ".

Bogga 122