Faahfaahinta Labada Nolol iyo Kasbashada Labada Farxad

Raghib Isbahani d. 502 AH
69

Faahfaahinta Labada Nolol iyo Kasbashada Labada Farxad

تفصيل النشأتين وتحصيل السعادتين

Daabacaha

دار مكتبة الحياة

Goobta Daabacaadda

بيروت - لبنان

الباب الرابع والعشرون في أن الغرض من العبادة تطهير النفس واجتلاب صحتها لم يكلف الله الناس عبادته لينتفع هو تعالى بها انتفاع المولى باستعباد عبيده واستخدام خدمه فإن الله غنيٌّ عن العالمين. ولا ليؤدبهم ليزيل أنجاسهم وأمراضهم النفسية، فبذلك يمكنهم أن يحصلوا حياةً أبديةً باقيةً سرمديةً فإن من وُلد يكون ميتًا بالإضافة إلى أصحاب الدار الآخرة وفاقدًا للعين التي بها يعرفهم والسمع الذي به يسمع تحاورهم واللسان الذي به يخاطبونه ويخاطبهم والعقل الذي به يعقلهم، فليس تلكم الحياة والعين والسمع ما للإنسان في الحياة الدنيا. وكيف يكون كذلك وقد نفى الله ذلك عن الكفار وجعلهم أمواتًا وصُمًاّ وبُكمًاّ وعُميًاّ، فإن الإنسان له قوة على تحصيل تلك الأمور في ابتداءِ أمره، وإن أهمل نفسه فأتت عنه تلك القوة فلا يمكنه بعد قبول ذلك، كالفحم إذا صار رمادًا فلا يقبل بعد ذلك نارًا، فمن استمرَّ في كفره وفسقه وتمادى فيه صار أما ميتًا أو مريضًا

1 / 90