Faahfaahinta Labada Nolol iyo Kasbashada Labada Farxad

Raghib Isbahani d. 502 AH
49

Faahfaahinta Labada Nolol iyo Kasbashada Labada Farxad

تفصيل النشأتين وتحصيل السعادتين

Daabacaha

دار مكتبة الحياة

Goobta Daabacaadda

بيروت - لبنان

فملاقيه) . وقال تعالى: (لقد خلقنا الإنسان في كَبد) . وهو مجبول على طلب الراحة لكن الناس في طلبها على ضربين ضرب عموا عن الآخرة وقالوا: (وما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا) أو فعلوا فعل من قال ذلك وإن لم يقولوا قولهم، فطلبوا الراحة من حيث لا راحة وهم كالموصوفين بقوله ﷿: (والذين كفروا أعمالُهم كسراب بقيعة يحسبه الضمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئًا) وقوله: (إنما مثل الحياة الدنيا كماءٍ أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض..) الآية. فإنهم طلبوا من الدنيا ما ليس في طبيعتها ولا موجودًا فيها ولها. وما أحسن قول الشاعر: أريد من زمني ذا أن يبلغني ... ما ليس يبلغه في نفسه الزمن وقال آخر: مضى قبلنا قوم رجوا أن يقوموا ... بلا تعب عيشًا فلم يتقوّمِ وضرب عرفوا الدنيا والآخرة وعلموا أن الدنيا كما قال الله تعالى: (ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين وإن الدار الآخرة لهي الحيوان) . وعلمواأن فيها يستقر الإنسان ويطمئن كما قال الله تعالى: (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية) . وإنه يحتاج إلى أن يسافر إليها كما قال ﵇: " سافروا تغنموا ". فاحتملوا المشقة، علمًا أن كل تعب يؤديهم إلى راحة فهو راحة فسعدوا كما قال الله تعالى: (وأما الذين سعدوا ففي الجنة) .

1 / 70