83

Fikirka Naqdiga

التفكير النقدي

Noocyada

تلك مجموعة كبيرة من المهارات بالطبع، لكن استنتاج الحجة السابقة شامل وحاسم، وأي تحفظات عامة بشأن إمكانية اختبار التفكير النقدي، مثل التساؤلات الواردة في القسم الأخير أو التساؤلات المتعلقة بجودة تقييم التعلم الجماعي ذاته ودقته، ستوضح افتقار الحجة إلى الوجاهة، وتضع استنتاجها موضع الشك.

ويمكن حل تلك المسألة بإضعاف الاستنتاج بعض الشيء وصياغته على النحو التالي: «لم يحقق الطلاب تقدما في المهارات المحددة التي يقيسها تقييم التعلم الجماعي على مدار دراستهم الجامعية.» والحق أن الاطلاع على النص الأصلي في كتاب أروم وروسكا بدلا من الاعتماد على التفسيرات الإعلامية لنتائج الكتاب، يوضح أنهما توصلا إلى هذا الاستنتاج الأدق، ما يبرز مرة أخرى أهمية الخلفية المعرفية (التي تتمثل في هذه الحالة في الاعتماد على المصدر الأصلي لا تفسيرات مصادر خارجية). ويقترح المؤلفان أيضا آليات لشرح الأسباب المحتملة لعدم إحراز الطلاب للتقدم في مهارات التفكير النقدي، ويعرضان المزيد من الأدلة التي تدعم أطروحتهما، مثل الدراسة السالفة الذكر التي توضح فجوة بين عدد المدرسين الجامعيين الذين يعتقدون أنهم يعلمون الطلاب مهارات التفكير النقدي (99٪)، وبين نسبة أصحاب الأعمال الذين يقولون إن خريجي الجامعات لا يستخدمون مهارات التفكير النقدي في مكان العمل (أكثر من 75٪).

لا بد أن هذا الدليل الإضافي يستند إلى مصدر ما. على سبيل المثال، تعتمد الفجوة بين رأي المدرسين ورأي أصحاب الأعمال على بحث استبياني يمكن تمحيصه بالاطلاع على أسئلة الاستبيان وعدد المجيبين وطبيعتهم، والدلالة الإحصائية للنتائج. ويمكن للمفكر النقدي متابعة هذا الطريق إلى أن يجمع أدلة كافية لتحديد إذا ما كانت مقدمات حجته صحيحة (أو على الأقل منطقية) أم لا، وإذا ما كانت تلك المقدمات تؤدي إلى ذلك الاستنتاج منطقيا أم لا. (17) تحقيق أهداف التفكير النقدي

إن توظيف خيارات عديدة من ترسانة المفكر النقدي يقربنا من الفهم الدقيق لما يخبرنا به البحث الذي يستند إليه كتاب «التخبط الأكاديمي»، ومن ثم يمكن الاسترشاد به في مناقشة مثمرة ومنطقية بدلا من المجادلات «العبثية» القائمة على تحيزات أو تحليلات سابقة لا تستند إلى المنطق أو الخلفية المعرفية.

وبالمثل أيضا، فإن جودة المناقشات المثيرة للجدل بشأن القضايا المهمة التي تناولها الكتاب - أو لم يتناولها - مثل الهجرة والأمن الوطني، ستتحسن بزيادة جرعة التفكير النقدي بدرجة أكبر مما نشهده في الثقافة القبلية التي تحركها وسائل الإعلام اليوم، وينطبق الأمر نفسه على المناقشات الأقرب إلى أمور الحياة اليومية، مثل المفاضلة بين شراء منزل أو تأجيره؛ إذ ستتحسن تلك المناقشات كثيرا عند استخدام أدوات التفكير النقدي.

وفي الفصل الأخير، سنتناول ما قد يتسم به مجتمع يقدر التفكير النقدي ويعطيه الأولوية، وما يمكننا القيام به لكي نصل بمجتمعنا إلى ذلك المستوى.

الفصل الرابع

أين نذهب من هنا؟

في عام 2011، زرت المقر الرئيسي لمؤسسة التفكير النقدي في شمال كاليفورنيا، وحظيت بشرف اللقاء مع مؤسسي تلك المؤسسة: الدكتور ريتشارد بول، الذي توفي للأسف بعدها ببضع سنوات والرئيس الحالي للمؤسسة، الدكتورة ليندا إلدر.

وقد تزامنت الزيارة مع تقارير من اليابان عن كارثة فوكوشيما النووية؛ إذ انهارت محطة نووية مبنية على أحد خطوط الصدع بعدما ضربها زلزال وإعصار تسونامي مصاحب له، مما أدى إلى انبعاث ملوثات إشعاعية في البيئة.

Bog aan la aqoon