70

Fikirka Naqdiga

التفكير النقدي

Noocyada

بدلا من تصميم دورات تدريبية مخصصة للتفكير النقدي، يمكن دمج تدريس التفكير النقدي في مواد دراسية معينة مثل الكتابة والعلوم والتاريخ. وستتيح هذه الاستراتيجية لمدرسي تلك التخصصات تضمين مهارات التفكير النقدي الملائمة للمحتوى الذي يتعلمه الطلاب بالفعل. فعلى سبيل المثال، نجد أن معيار كتابة المقالات الجدلية وفقا لمبادرة آداب اللغة الإنجليزية، يمنح الطلاب الفرصة لتعلم البنى المنطقية وجودة الأدلة في سياق الكتابة عن موضوعات تثير اهتمامهم. وينطبق الأمر نفسه على معلمي العلوم الذين يدرسون المنهجية العلمية؛ إذ يستطيعون الجمع بين الرؤى العلمية وأصول التعليم في التفكير النقدي كي يوضحوا للطلاب كيفية صياغة الفرضية واختبارها، وتطبيق ذلك على أي شكل من أشكال الاستقصاء.

في حالات كثيرة، تتخذ القرارات المتعلقة بالمواد التي ينبغي تدريس التفكير النقدي فيها لأسباب عملية لا لأسباب تربوية. فبالرغم من كل شيء، يمكن للكليات والجامعات تقديم مواد دراسية اختيارية تركز على موضوعات محددة، وهي فرصة للمرونة لا توفرها معظم أنظمة التعليم الحكومي التي تركز على المواد الدراسية التقليدية (لا سيما اللغة والرياضيات والعلوم والدراسات الاجتماعية) التي تدرس وفقا لمعايير محددة تزيد حسب كل صف دراسي.

في عام 1989، حث روبرت إتش إنيس، فيلسوف التعليم بجامعة إلينوي، المعلمين والباحثين على تفادي تبني نظرة ثنائية فيما يتعلق بالدورات التدريبية المخصصة للتفكير النقدي مقابل دمج تدريس التفكير النقدي في المواد التقليدية.

22

واقترح بدلا من ذلك إطار عمل يتمثل في أربعة نهج لتدريس التفكير النقدي، وهي: «النهج العام» و«نهج التشريب» و«نهج الغمر» و«النهج المختلط»:

ما أعنيه ب «النهج العام» هو محاولة تدريس قدرات التفكير النقدي وسماته بصورة مستقلة عن عرض محتوى دروس المادة الدراسية، بغرض تدريس التفكير النقدي ...

أما «نهج التشريب» المتمثل في تدريس التفكير النقدي ضمن المادة الدراسية، فهو تدريس المادة الدراسية على نحو متعمق ومدروس ومفهوم للغاية، يشجع الطلاب على تبني التفكير النقدي في المادة، ويعرض هذا النهج المبادئ العامة لسمات التفكير النقدي وقدراته «بطريقة مباشرة». ومن ناحية أخرى، يعد نهج «الغمر» نوعا مماثلا من تدريس المادة الدراسية على نحو يبعث على التفكير، وفيه يتعمق الطلاب في المادة الدراسية وينخرطون فيها، لكن المبادئ العامة للتفكير النقدي «لا تقدم بطريقة مباشرة» عند استخدام هذا النهج ...

أما النهج «المختلط» فيتمثل في الجمع بين النهج العام ونهج التشريب، أو الجمع بينه وبين نهج الغمر.

ووفقا لهذا الإطار، تندرج الدورات التدريبية المخصصة لتدريس التفكير النقدي في الجامعة ضمن فئة النهج العام، بينما يندرج دمج تدريس التفكير النقدي في دورة تدريبية لمجال محدد ضمن فئة النهج المباشر (التشريب)، أو في فئة النهج الضمني (الغمر)، وقد يجمع أيضا بين هذا وذاك في النهج «المختلط».

وبهذا الإطار، يؤكد إنيس أنه لما كان التفكير النقدي يطبق في كثير من الأحيان على مواد دراسية، فإن تضمين محتوى التفكير النقدي في المواد الدراسية التقليدية (سواء من خلال نهج التشريب أو نهج الغمر أو النهج المختلط)، لا يعني بالضرورة أنه أدنى مرتبة من تدريس التفكير النقدي بمفرده (النهج العام). ويعارض إنيس أيضا الفكرة القائلة بأن التفكير النقدي يختلف على نطاق واسع بين مختلف مجالات المعرفة، ومن ثم فمنهج الغمر وحده هو القادر على معالجة تلك الاختلافات. ويوضح ذلك قائلا:

Bog aan la aqoon