لكن ماذا عن الأفكار التي تشكل تحديا أمام هذه الغاية؟
الهدف من مشروع التفكير النقدي وهو: تنمية أفراد فاعلين مستقلين قادرين على التفكير بطريقة منهجية ومستقلة. لكن ماذا عن الأفكار التي تشكل تحديا أمام هذه الغاية؟ (3) مقارنة بين التفكير الفردي والتفكير الجماعي
يعمل بيتر إلبو أستاذا فخريا للغة الإنجليزية بجامعة ماساتشوستس، ويدرس الكتابة عبر عملية مكونة من خطوتين. تتألف الخطوة الأولى من «الكتابة الحرة والكتابة الاستكشافية السريعة» التي يصفها بقوله «تأجيل اليقظة والتوجيه في المرحلة الأولى من الكتابة» لصالح إطلاق العنان للإلهام واستكشاف الحدس الداخلي. وبعد اكتمال عملية الكتابة غير المنظمة، يتبنى الكاتب نهجا منظما لعمله، وغالبا ما يكون من خلال جلسات النقد الجماعي التفاعلية المصممة على غرار العمليات المرتبطة بالعلاج الجماعي.
8
وبدلا من تقسيم هاتين المرحلتين إلى مرحلة غير منضبطة/إبداعية، ومرحلة منظمة/نقدية، يشير إلبو إليهما باسم «تفكير المرتبة الأولى وتفكير المرتبة الثانية»، ولكل مرحلة منهما فوائدها ودورها في الكتابة، وفي عملية التفكير بوجه عام. وفي أعماله التالية، طور الفكرة القائلة بأن التفكير النقدي، الذي يؤكد على أن يبحث الفرد عن أوجه القصور في تفكيره أو تفكير الآخرين، يمثل «مرحلة من الشك» تحتاج إلى أن تكملها «مرحلة من الإيمان»، وفيها يحاول الإنسان إيجاد أوجه القوة حتى فيما يبدو سيئ الصياغة من الأفكار (أو الكتابات).
9
وعلى الرغم من أن أفكار إلبو لها ما يناظرها في ممارسات التفكير النقدي التقليدية، مثل دور الإبداع ومبدأ الإحسان، إلا أن فوائد تفكير المرحلة الثانية، الذي يحدث في شكل جماعي توضح أن التفكير قد يصبح عملا اجتماعيا ويحدث فيما بين الناس، لا نشاطا يحدث بالكامل في رءوس أفراد مستقلين. ويضيف الفيلسوف كوني ميسيمر أن التفكير الاجتماعي يوفر «رؤية تطورية لا تتخذ مصطلحات مثل: الجيد والسيئ، والملائم والمنطقي والتفكير النقدي، أي معنى فيها من دون نقاط مرجعية تاريخية واجتماعية»،
10
مما يوضح الدور الذي يمكن أن تؤديه الأعراف المجتمعية حتى لدى من يحاولون التفكير باستقلالية.
وللفكرة القائلة بأن عمليات التفكير واتخاذ القرارات الجماعية يمكن أن تكافئ التفكير الفردي أو حتى تتفوق عليه، أفكار سابقة عليها تمتد من تجارب الديمقراطية على مر القرون، وصولا إلى نظام القضاء في العصر الحالي. فعند إجراء عملية تقديرية على سبيل المثال (كتخمين عدد حبات حلوى الهلام الموجودة في وعاء)، نحصل من حساب متوسط عدد كبير من التخمينات، على عدد هو أقرب إلى الحقيقة من الأعداد التي تنتجها الاستراتيجيات التي يختارها الأفراد لتحديد العدد الصحيح. في كتابه «إنفوتوبيا: عدد العقول التي تنتج المعرفة» الصادر عام 2006، يستكشف كاس سانستاين، التفكير الجماعي هو أيضا، وكان سانستاين قد شارك في تأليف كتاب «الوكزة»
Bog aan la aqoon